الحزام اسم رواية للزميل المبدع ( أحمد أبو دهمان ) ، تدور أحداثها في قريته الجبلية التي يصعد إليها المطر على حد وصفه ، لكن الحزام الذي أريده هنا ليس هو ذات الحزام ، وإنما مشروع الحزام الصحي الذي كشف معالي وزير الصحة الدكتور : عبدالله الربيعة مؤخرا أنه لا وجود له في وزارته ، لا في استراتيجياتها المعتمدة ، ولا في خططها المستقبلية ، رغم كل ما أثير حول هذا الموضوع منذ العام 2006 م ، حينما أكدت مصادر وزارة الصحة في حينه أنها بدأت بتنفيذه منذ ذلك الوقت . ماذا ؟ .. هل كنا أمام حزام روائي كحزام ( أبو دهمان ) ؟ ، هل انزاح المخيال الروائي إلى قطاع الخدمات العامة ليصعد بمطر الأماني والأحلام من الأرض إلى السماء ؟ .. هل يعقل أن يحدث هذا في وزارة خدمية كانت كثيراً ما تنشغل بالأرقام لتحصي أعداد مراجعي عياداتها كأحد مؤشرات الإنجاز ؟ ، أم هو مجرد استسلام لغواية العناوين الخلبية ؟ أم ماذا ؟ . أنا لا أملك أي إجابة .. لكن ألا يُفترض إن كان هذا الحزام مجرد عنوان أن يكون هنالك ملف لدى الوزارة التي صدعت رؤوسنا بالحديث عنه يحمل ( على الأقل ) رؤيتها لهذه المستشفيات قيد التنفيذ وأنها ستكون بمثابة حزام صحي ، بدلاً من تسويق الوهم الذي جعلنا نتصور أننا بالفعل أمام مشروع له أول وليس له آخر سيحزم واقعنا الطبي ليكون أشد صلابة في مواجهة أي قصور ؟ . نعلم أنه من حق أيّ مسئول في قطاع الخدمات أن يحلم لوزارته كيفما شاء ، فالحلم قد يقود إلى الواقع الأفضل متى ما توفرت أدواته وشروطه الموضوعية ، لكن الأفضل من هذا كله هو أن يتساوق الواقع مع الحلم ، ويعبر عنه ، دون أن يكون بينهما أيّ فاصل غير منطقي بحيث يبتعد العنوان عن الحقيقة ، إلى الحدّ الذي لا يُعثر له على أيّ أثر حينما يعود سياق المطر إلى وضعه الطبيعي ليهبط من السماء جهة الأرض ، رغم أننا على يقين أن وزارة الصحة من أكثر وزارات الدولة حظوة في اعتمادات الموازنة العامة ، ومع هذا ستظل أقل من أن تغطي بخدماتها الطبية والوقائية كل حاجة هذا القطاع بحكم النمو السكاني المتزايد ومجانية العلاج ، وعدم تطبيق نظام التأمين الصحي ، لكنها كانت ستبدو أكثر إقناعا فيما لو تصدى مسئولوها لمسئولياتهم بشجاعة كما فعل الدكتور الربيعة ليقولوا : هذه إمكاناتنا ، وسنعمل ما في وسعنا لتطويرها ، دون الحاجة لبناء مشاريع أحزمة لا وجود لها حتى على الورق! . الدكتور الربيعة ( كثر الله خيره ) وعلى غرار ما يفعله كابتن الطائرة عندما تستقر في مسارها في الجو ، جعلنا نفك الحزام ، وهنا يجب أن نشكره ثلاث مرات أولاً لأنه يُشعرنا أننا نحلق بشكل جيد ، وثانياً أنه لم يعد أمامنا مطبات ، وثالثاً أننا لسنا في حال هبوط لنحتاج إلى الأحزمة ، وهذا هو المهم .