لي عائلة لديها شركة كانت على وشك الانهيار، فاتصلوا بشخص له مال كثير كسبه من الحرام، وأدخلوه شريكاً في العمل، وهم على علم بأن هذا الشخص ماله حرام كسبه من بيع الخمر المحرم.. فهل هذا العائد الذي تكسبه عائلتي من هذا المشروع كله حرام؟ الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد: فهذا السؤال عن المشاركة مع شخص جمع ماله عن مكاسب يغلب عليها التحريم، تشارك معه أصحاب مال مباح، في عمل مباح، وهذه الشركة مكروهة، لكن المال الحاصل من أرباح الشركة مباح حلال. أما الكراهة فلأن الأصل أن يتورع المسلم وبتجنب الشبهات، وأما كون المال الحاصل مباحاً لأنه نتيجة عمل مباح، وكون مال الشريك نتاج عمل محرم فهذا إثمه عليه، وأمّا عمله معكم بعد ذلك فلا يضركم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم تشارك مع اليهود مع كون أموالهم محرمة؛ لأكلهم السحت والربا. قال تعالى: "وأخذهم الربا وقد نهوا عنه". وقال: "آكالون للسحت" ومع ذلك فقد شاركهم في أن يعملوا في نخيل خيبر ويقاسمهم الأرباح، فكان شريكاً لهم مع أن أموالهم نتاج معاملات محرمة. لذا فإنه لا حرج في أخذ ما يخصكم من أرباح هذه الشركة، وإثم الحرام على فاعله، والمال الذي دخل عليكم من هذا الشريك دخل بصفته مالاً للشراكة، وليس لفعل محرم، فلا ينتقل تحريمه للشركة. والله أعلم