لم يتوصل مؤتمر الأممالمتحدة حول المناخ الذي أختتم أعماله السبت 19/ ديسمبر/ 2009 في العاصمة الدانماركية كوبنهاجن، بعد أسبوعين من المحادثات المضنية بدأت من 7 ديسمبر 2009 إلى بروتوكول يلزم الدول بالحد من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون، إلا أن المجتمعون بمشاركة 130 رئيس دولة، استطاعوا الخروج باتفاق غير ملزم يوفر 30 مليار دولار على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة للدول الفقيرة لمواجهة مخاطر تغيرات المناخ، على أن ترتفع إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2020 . وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه لا يستجيب كلية للآمال والتطلعات لكنه "يظل رغم ذلك بداية أساسية"، معتبراً الاتفاق لا يشمل كل شيء يأمل فيه كل شخص لكن هذا القرار بداية مهمة". صاغ الاتفاق 5 دول هي الولاياتالمتحدة والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، وقد توصل الرئيس الأميركي باراك أوباما مع زعماء هذه الدول إلى هذه الخطوة التي أعتبرها أقل من الطموحات التي كانت معقودة على قمة كوبنهاغن للمناخ. وفيما يتصل بالأهداف بعيدة المدى نص الاتفاق على خفض كبير في الانبعاثات الحرارية حتى تظل الزيادة في حرارة الكرة الأرضية أقل من درجتين مئويتين، وخلا النص من الإشارة للتوصل لاتفاق قانوني ملزم في العام المقبل، وهو ما أثار غضب دول الاتحاد الأوروبي وبعض الدول الأخرى المكونة من جزر مهددة بالغرق. وحمل الاتفاق الدول المتقدمة على تقديم مساعدات مالية معقولة ومتواصلة للدول النامية فضلا عن مساعدات تقنية وقدرات تمكنها من العمل على خفض الانبعاثات الحرارية. وأشار الاتفاق إلى أن الدول المتقدمة حددت هدفا هو جمع مائة مليار دولار للدول النامية سنويا بحلول عام 2020 وذلك لسد احتياجاتها من مصادر متنوعة. ويسعى الاتفاق لخفض درجة حرارة الأرض بدرجتين مئويتين مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية الذي بدأ من القرن الثامن عشر. وكانت جهود التوصل إلى اتفاق شامل في قمة المناخ بكوبنهاجن مستمرة بعد أن جرى تمديد مدة المؤتمر يوما واحدا لكن قلة من الدول النامية رفضت صيغة الاتفاق المتوصل إليه على أساس أنه فشل في اتخاذ الإجراءات المطلوبة بهدف إيقاف الآثار السلبية الناجمة عن ظاهرة التغير المناخي. وتشعر عدة دول نامية بأنها استبعدت من تلك المباحثات وأن الاتفاق المبرم لا يتعامل مع القضايا التي كان مفترضا أن تتعامل معها القمة. ويأتي هذا الاتفاق مع قرب انتهاء بروتوكول كيوتو الذي هدف إلى خفض الانبعاثات في عدد محدد من الدول وذلك حتى عام 2012، وجاء هذا البروتوكول كأول اتفاقية أممية دولية تقر حول التغيرات المناخية عقب المعاهدة الدولية للتغير المناخي والتي أبصرت النور في قمة الأرض بريو دي جانيرو عام 1992. وقد اتفقت مجموعة الدول الصناعية ال ( 8 ) وعدد كبير من الدول النامية في حزيران/ يونيو الماضي على انه يجب العمل على منع تسجيل الحرارة ارتفاعا يتخطى درجتين مقارنة بما كانت عليه منذ أكثر من قرن مع بدء العصر الصناعي. وينظر إلى اتفاقية كوبنهاجن على أنها فرصة للتوصل إلى معاهدة دولية لكبح ازدياد انبعاثات الغازات الدفيئة بشكل يسمح بعدم تخطي ارتفاع الحرارة أكثر من درجتين.