اكتشفت صحفيات سعوديات يعملن في مناطق متفرقة من السعودية عن طريق الصدفة, هواية معاكستهن من قبل رجل سعودي يبدو من صوته أنه في العقد الرابع من عمره، ويدّعي أنه يعمل طيارا في القوات السعودية المسلحة, ويحمل رتبة عسكرية رفيعة المستوى. إذ فوجئت صحفيات سعوديات التقين في دورة تدريبية في الرياض الأحد 8/3/2009، بأنهن تعرضن لمعاكسة متشابهة السيناريو، حينما عرضت إحداهن موقفها حيال تلقيها اتصالا هاتفيا تم تحويله لها من إدارة مكتب الصحيفة في المدينةالمنورة, لتجد على الطرف الآخر شخصا يتحدث بلباقة مقدما عبارات مبالغ فيها في المدح والثناء على مادة صحفية نشرتها في صحيفتها، لتستمراتصالات الرجل سعيا منه إلى خلق علاقة تعارف, مقدما معالم شخصيته لها، ومعرفا عن نفسه بأنه يعمل ضابط طيار برتبة عسكرية رفيعة في القوات السعودية المسلحة، وأنه انفصل عن زوجته مؤخرا ولديه ابنة واحدة فقط، مبديا في حديثه استعداده التام لتقديم ما تشاء من خدماته, وهو ما أثار دهشة بعض الصحفيات اللواتي يعملن في مختلف الصحف السعودية وكن يستمعن لقصة زميلتهن، كونهن تلقين اتصالات هاتفية من الرجل نفسه، مستدلات عليه برقم الهاتف المحمول وهاتف المنزل واستخدامه القصص والحكايات نفسها واسمه الصريح (جمال، ي و س). وروت صحفية من مدينة الخبر ل (عناوين) أن الرجل بدأ اتصاله بها هاتفيا في شهر يوليو 2008، مقدما ثناء مبالغا فيه حول مادة صحفية لها، وأنه قال لها سأتصل بك حالما أزور المنطقة الشرقية على أمل أن التقيك في البحرين, نظرا لأن اللقاء هناك أكثر أريحية من مدن المنطقة الشرقية، لتعلق بدورها قائلة:"أشعرني بأنه يتحدث مع إنسانة ساقطة"، لأن بين السطور في حديثه ما يدل على ذلك، مضيفة أنه ارتكب تناقضا مثيرا في اتصال لاحق حينما أخبرها أنه قام بأداء عمرة ودعا لها في البيت الحرام بأدعية كثيرة, مبينة أنه استمر يهاتفها نحو أسبوع حتى تمكنت من أن تطلب منه صراحة قطع اتصالاته بها، كونه سبب لها إحراجات داخل أسرتها، إلا أنه استمر 3 أشهر إضافية برسائل ذات صبغة دينية في كل يوم جمعة. وقالت ل (عناوين) صحفية من مدينة الرياض: إن الطيار تجول في محاولاته على صحفيات من عدة مناطق مثل: (الرياض والدمام والمدينةالمنورةوجدة)، وأنه يقيم في مدينة جدة كما ادعى، وما يدعم هذه المعلومة اتصاله من هاتف ثابت يبدأ ب (....6/02)، فضلا عن أنه يستخدم هاتفا محمولا يبدأ بالمقسم (....0503630), وهو ما يوحي أنه يتحدث من رقم رسمي وليس من تلك الأرقام التي تباع في السوق السوداء، وهذا ما يعكس جرأته أو ربما غباءه (على حد وصفها). وقالت إخرى ل (عناوين): إن الرجل يحاول الإطالة في حديثه عبرالهاتف, ولكنه لا يستخدم عبارات خادشة للحياء، لكن استخدام أساليب التملص من اتصالاته يعد أمرا غير مجدٍ، لأنه يقول صراحة متى ما شعر برغبتها في إنهاء المكالمة "ليه .. تبغيني أقفل؟", في محاولة لإحراج الطرف الآخر الذي دائما ما يتوقع منه أنه يرد بالنقيض في مثل هذه الحالات.
وأجمعت الصحفيات (اللواتي رغبن في عدم التصريح بأسمائهن لاعتقادهن بقدرته على إيذائهن)، على أن الرجل يسعى إلى إعطاء صورة عن نفسه بأنه شخص مسؤول، وعلى قدر من الأهمية, ويتحدث بلغة يغلفها الوقار والعبارات الدينية، وينطلق من أهميته المزعومة في تقديم وعود لكل صحفية يتحدث معها بكتابة خطاب شكر, مبينا لهن أنه سيذكر في الخطاب افتخاره بأن الوطن يزخر بفتيات على قدرة من الثقافة ويتمتعن بأفق لا يستهان به، بعدما يخيرها بالوجهة التي ترغب في إرسال الخطاب إليها، كأن تكون مركز الصحيفة الرئيسي إذا كانت الصحفية مراسلة في مدينة غير مدينة المركز الرئيس، أو أن يرسلها إلى مكتبها الإقليمي, إلا أنه لم يتلزم بكتابة خطاب واحد لأي صحفية تحدث معها.