عثر ثوار ليبيون في أحد مكاتب رئيس جهاز الاستخبارات الليبية في نظام العقيد معمر القذافي، على وثائق تكشف علاقة وثيقة كانت تربط بين وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA وإدارة الاستخبارات الليبية، وتظهر أن الأمريكيين أرسلوا مشتبهين بالإرهاب، لنحو ثماني مرات على الأقل؛ لإخضاعهم للاستجواب في ليبيا، رغم السمعة السيئة التي كانت تتمتع بها البلاد في أعمال التعذيب، وفقاً لما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز". وأظهرت الوثائق أن التعاون كان أوسع بكثير مما كان معلناً، مع كل من وكالة الاستخبارات الأمريكية، أو نظيرتها البريطانية المعروفة باسم MI-6. وتشير بعض الوثائق إلى أن الوكالة البريطانية، كانت على استعداد لتتبع أرقام هواتف لحساب الليبيين، بينما تظهر وثيقة أخرى، يبدو أنها خطاب مقترح كتبه الأمريكيون إلى العقيد القذافي، بشأن التخلي عن صنع الأسلحة غير التقليدية. إلى ذلك، قال المتحدث باسم سيف الإسلام، نجل العقيد الليبي معمر القذافي، إن سيف الإسلام يتنقل حول طرابلس، ويقابل زعماء قبائل ويعد لاستعادة العاصمة. وفي اتصال هاتفي مع "رويترز" في تونس، من موقع وصفه بأنه ضاحية في جنوبطرابلس، سخر موسى إبراهيم من قدرة المجلس الوطني الانتقالي على إدارة البلاد بعدما تمكن المعارضون من إجبار القذافي على الهرب. وقال إنه يتعين على داعميهم الغربيين التفاوض مع الزعيم المخلوع. كما استهزأ مما وصفها سخرية تحالف حلف شمال الأطلسي الحالي مع مقاتل إسلامي، كان له اتصال في السابق مع القاعدة، الذي منحه المجلس الانتقالي القيادة العسكرية للعاصمة. وبصوت يعكس أنه في حالة طيبة، ومتحدثاً الإنجليزية باللهجة المألوفة من مؤتمراته الصحفية التليفزيونية، التي اعتاد على عقدها بفندق ريكسوس بالعاصمة خلال الأشهر الماضية؛ رفض إبراهيم تحديد موقعه بالضبط رغم أن الرقم الذي ظهر على شاشة الهاتف دل على أنه يتحدث من ليبيا. وقال موسى إبراهيم، بعد أن أوضح أنه يتحدث من ضاحية في جنوبطرابلس، إنه يتنقل كثيراً، وإنه لا يملك حالياً اتصالاً بالإنترنت. وقال: "في الواقع كنت أمس فقط مع السيد سيف الإسلام. شاركته في جولة حول طرابلس من الجنوب". وقال إن سيف الإسلام الذي تلقى تعليمه في لندن، والذي اعتبر لفترة طويلة خليفة والده في الحكم، التقى زعماء قبائل وغيرهم من المناصرين. وأضاف المتحدث لا نزال أقوياء جداً، لكنه لم يدل بمعلومات عن موقع أو حالة العقيد الليبي. ولم يتسن التحقق من تعليقاته، والتي مثلها مثل التعليقات التي خرج بها القذافي وابنه سيف الإسلام قبل أيام تمثل تنبيهاً عاماً لليبيين بأن الرجل الذي حكم وأسرته البلاد لمدة 42 عاماً لا يزال طليقاً، وأنه يمكن أن يمثل تهديداً للسلطات الجديدة على الأقل في شكل حرب عصابات. ويقول مسؤولون في المجلس الوطني الانتقالي إنهم يعتقدون أن سيف الإسلام ووالده، وكلاهما مطلوبان أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، أعادا تجميع نفسيهما حول بلدة بني وليد الصحراوية الواقعة على بعد 150 كيلومتراً جنوب شرقي طرابلس. ولا تزال المنطقة خارج نطاق سيطرة المجلس، مثل مدينة سرت الساحلية مسقط رأس القذافي. ومردداً عبارات للقذافي ونجله في تسجيلات بثت لهما مؤخراً عقب اختبائهما، قال إبراهيم إن المجلس الانتقالي والعصابات المسلحة لا يحكمان البلاد. لا يزال جيشنا يسيطر على العديد من المناطق من ليبيا.. سنتمكن من استعادة طرابلس وعدة مدن أخرى في المستقبل القريب. ومضى يقول إن المعركة بعيدة جداً جداً عن نهايتها.. يمكننا قيادتها من شارع لشارع ومن دار إلى دار، مردداً مزاعم تتهم عبدالحكيم بلحاج، القائد العسكري لطرابلس التابع للمجلس الوطني الانتقالي، بأنه من مؤيدي القاعدة، وقال إن طرابلس يحكمها.. زعيم دولي شهير جداً بالقاعدة، وأضاف أنه نجم في الإرهاب. وهي تصريحات قد تجد لها صدى مع البعض في الغرب الذين أبدوا قلقهم بشأن دور حركات إسلامية في الربيع العربي بليبيا وغيرها من المناطق ضد الحكام المستبدين العلمانيين. ومضى موسى إبراهيم يقول: "ينبغي على مواطني الغرب أن يعلموا أن ساستهم... يتحالفون مع أخطر قوى الشر". وأضاف قائلاً: "إن القاعدة والناتو يقاتلوننا".