قال الضَمِير المُتَكَلّم : تحت عنوان : ( التحقيق مع عضو هيئة بتهمة ابتزاز معلمة ) نشرت إحدى صحفنا يوم السبت الماضي تقريراً ذكرت فيه أن ( معلمة ) تبلغ من العمر ( 45 سنة ) تعرضت للابتزاز بالمدينة المنورة ، حيث قام أحدهم بغزو ( هاتفها المحمول بأكثر من عشرين رسالة ) ؛ فما كان منها إلا أن ذهبت شاكية للمقَرّ الرئيس لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمدينة المنورة ، الذين ما إنْ رأوا رقم المحمول الذي ترد منه رسائل الابتزاز حتى ارتبكوا ، ثم طلبوا منها ترك الأمر لهم ، ولما عادت لأهلها وأخبرتهم بما حدث في المكتب الرئيس للهيئة ، أقنعوها بأن تتقدم بشكوى لمركز الشرطة ؛ ليتضح بعد ذلك أن ذلك ( المُبْتَز ) ما هو إلا أحد منسوبي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر !! وأنا هنا لست في موقف المدافع والمحامي عن الهيئة ورجالها ، فرسالتها وجهود أعضائها في حماية المجتمع ، ونشر الفضيلة لا ينكرها إلا جاحِد ، وإن كان الأمر لا يخلو أحياناً من بعض الأخطاء والتجاوزات ! أنا هنا يا سادة يا كِرام أستغرب ( غياب المهنية الصّحْفَية ) عند من صاغ ذلك التقرير وما تبعه من أخبار !! حيث جاء أسلوب صياغة التقرير والأخبار التابعة بلغة تحمل إشارات الإدانة للهيئة ، والتّشَفّي فيها ، وأَنّ مَن يدعي حماية المجتمع من الابتزاز هو مَن يمارسه ؛ بدليل أن أكثر التعليقات في موقع الصحيفة استشعرت ذلك وانساقت وراءه مؤكدة أن ( حاميها حراميها ) !! كذلك من يقرأ الموضوع يلمس شيئاً من التعميم على جهاز الهيئة بأكمله ؛ وفي ذلك قمة التجني ، فلو فرضنا ثبوت الجريمة على عضو الهيئة ؛ فهل ذلك دليل إدانة لجميع منسوبيها ؛ وبالتالي لو ارتكب ذلك أحد المدرسين أو أحد أعضاء هيئة التدريس فهل يشفع ذلك بالتعميم على الجميع! وهنا تجرد الخبر الصحفي من أبسط أبجدياته وهي دقة نقله ، وصياغته من المحرر التي يجب أن تتصف بالحِياد والتجرد من الميول نحو ذلك الاتجاه أو ذاك ! والمهنية الصحفية غابت لأن التقرير نَقَل وتبنى وجهة نظر الطرف الأول ( المعلمة ) ، بينما تجاهل أقوال الطرف الثاني ( عضو الهيئة المُتَهَم ) ، وغَيّب رأيه !! والأخطر أن ذلك التقرير نقل نصاً بعضاً من الرسائل الهاتفية التي زُعِم أن عضو الهيئة بعثها للمعلمة ، وفي إحداها عبارات إباحية أستغرب أن تنشرها جريدة قراؤها من مختلف الأجناس والأعمار ! ويبقى أن الثابت أن رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هم حراس الفضيلة في المجتمع ودرع حصين لحمايته ، وهم بشر تقع منهم الزلات التي إنْ ثبتت فيجب فيهم العقاب! والثابت أيضاً أن تظل المهنية الإعلامية لدى الصحفيين هي العنوان مهما تعددت الأهواء !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . [email protected]
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain