اتهمت وزارة الداخلية اليمنية جماعة الحوثي بإطلاق النارعلى رجال أمن كانوا على متن سيارة عسكرية, ما أدى إلى مقتل اثنين منهما وجرح ثالث. وقالت الداخلية اليمنية في بيان رسمي: إن الرقيب ثاني هادي عبد ربه صالح وشاح والجندي محمد حسين أحمد قاسم القشعي لقيا مصرعهما وأصيب رجل أمن ثالث عندما كانوا موجودين على طاقم متوجه من إدارة أمن مديرية الملاحيظ في محافظة صعدة شمال صنعاء, الذي تعرض لإطلاق نار من قبل مجموعة خارجة عن القانون، رجحت الأجهزة الأمنية أنها من العناصر الحوثية. وأوضحت الداخلية أن الجنود الموجودين على السيارة العسكرية تبادلوا إطلاق النار مع المجموعة وتمكنوا من قتل أحد العناصر التي نفذت الاعتداء, فيما ألقي القبض على أحد المتهمين بالتورط في الحادثة عند إحدى النقاط الأمنية في مديرية الملاحيظ. من جانبه اتهم القيادي في جماعة الحوثي صالح هبره السلطات اليمنية بأنها بدأت بتحريك بعض الميليشيات المسلحة التي كانت السلطة قد بدأت بتشكيلها بعد الحرب الخامسة في عدة مناطق شمال اليمن. واعتبر هبره وهو الطرف الذي مثل الحوثيين في مفاوضات الدوحة مع الدكتور عبد الكريم الأرياني في رسالة تلقت (عناوين) نسخة منها, عدم تنفيذ اللواء عبد العزيز الذهب لما وعد به أثناء اجتماعه مع عبد الملك بدر الدين الحوثي؛ مؤشرا على إعداد السلطة للحرب السادسة. وتحدث هبره في الرسالة عن اجتماع عقد الأربعاء 4/3/2009، الذي ضم قيادات أمنية وعسكرية وشخصيات أخرى في مقر الأمن القومي في صنعاء, نوقشت فيه عدة قضايا، وحسب الرسالة فإن الاجتماع الأمني وقف على مدى الاستعداد والجاهزية لإعلان الحرب السادسة على صعدة, وقد خرج المجتمعون بالاتفاق على إعلان الحرب وخوض معركة سادسة في وقتها الأقرب. وأشار صالح هبره إلى أن ما تقوم به السلطة من حركات بهدف الالتفاف على ما نصت عليه الاتفاقيات ومماطلتها المستمرة في تنفيذ التزاماتها, سواء عبر تغيير اللجان أو تحديد مهامها؛ فإن ذلك ليس إلا محاولة منها للاستفادة من الوقت.
يشار إلى أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أعلن في 17 يوليو الماضي وقف الحرب في مديريات صعدة شمال البلاد بلا عودة. وقال صالح حينذاك: إن بلاده قدمت الضحايا بسبب الغلو والتطرف والجهل والتخلف من قبل من أسماهم العناصر المتمردة، في إشارة إلى الحوثيين الذين اختاروا محافظة صعدة لتخريبها. وأكد صالح أن أولاد الحوثي لا يشكلون أي رقم، بالرغم من أنه ليسوا كلهم مع أعمال التخريب, وإنما هناك شخص أو أشخاص معينون. وأشار إلى أن بعض القوى السياسية تحاول تسييس القضايا بشكل أو بآخر مذهبيا وعنصريا، منوها بأن هذا أمر مرفوض. وأكد الرئيس اليمني أن الحوار أفضل من إراقة الدماء ومن العنف والاعتصامات غير القانونية والتخريب، وأن من حق أي شخص التعبير عن رأيه عبر القنوات الرسمية طبقا للدستور والقانون. يذكر أن جماعة الحوثي وأتباعها يتحصنون في محافظة صعدة وانتشر نفوذهم إلى بعض مديريات المحافظات المجاورة, وبدأت حركات التمرد لهم وأول المواجهات مع السلطات عام 2004, وذلك للاعتراض على شرعية الرئيس علي عبد الله صالح. ويرفض المتمردون نظام الحكم الجمهوري الذي أعلن في البلاد إثر انقلاب أطاح بنظام الإمامة الزيدية في 1962, وأسفرت تلك المواجهات عن آلاف القتلى من الطرفين.