اعلن مجلس الدفاع الوطني اليمني امس استعداد الحكومة لوقف العمليات العسكرية ضد المتمردين الحوثيين اذا التزموا تطبيق شروطها الستة، بحسب بيان رسمي، وكان الحوثيون أعلنوا قبولهم شروط وقف إطلاق النار التي اشترطتها الحكومة وهي وقف أعمال القتال التي يشنها الحوثيون وانسحابهم من المناطق والمواقع الجبلية وتسليم المعدات العسكرية التي استولوا عليها من الجيش، وتخلي المتمردين عن أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة وتسليم الجنود الذين أسروهم خلال القتال لتكون خمسة شروط بعد إسقاط شرط يشمل تقديم توضيح من المتمردين بشأن مصير عائلة ألمانية تضم خمسة أشخاص ومهندس بريطاني أخذوا رهائن في صعدة في يونيو الماضي، وأسقط هذا الشرط بعد أن أكد الحوثيون أنه ليس لهم علاقة بعملية الاختطاف. ولكن الحكومة اليمنية رفضت العرض الحوثي لعدم تضمنه شرطا جديدا وهو تعهد المتمردين بعدم مهاجمة المملكة العربية السعودية المجاورة، حسب ما افاد مسؤول في الحكومة امس. وصرح المسؤول أن "الحكومة ترفض مبادرة الحوثيين للقبول بالنقاط الخمس وذلك لعدم تضمنها (الموافقة على) النقطة السادسة التي تنص على ان يلتزم الحوثيون بعدم الاعتداء على الاراضي السعودية". وقال المجلس الذي يشرف على الحرب مع المتمردين في شمال البلاد : إن الحكومة "لا ترى مانعا من ايقاف العمليات العسكرية وفق آليات محددة وواضحة وبما يضمن عدم تكرار المواجهات واحلال السلام وعودة النازحين الى قراهم واعادة اعمار ما خلفته فتنة التمرد والتخريب في صعدة". وقال البيان ان الحكومة ستوقف الحرب التي اندلعت آخر فصولها في أغسطس الماضي "اذا التزم الحوثيون بالبدء بتنفيذ النقاط الست التي اعلنت عنها الحكومة سابقا ومنها الالتزام بعدم الاعتداء على الاراضي السعودية وتسليم المخطوفين لديهم من اليمنيين والسعوديين دون تسويف". من جهته أكد رئيس الدائرة الاعلامية لحزب المؤتمر الشعبي الحاكم في اليمن طارق الشامي أن ما صدر من تصريحات منسوبة لزعيم التمرد الحوثي في محافظة صعدة عبدالملك الحوثي بشأن قبوله المشروط بالنقاط الخمس التي وضعتها اللجنة الأمنية العليا في اليمن ليس فيها جدية في إحلال السلام وإعادة الاستقرار للمناطق الشمالية، وقال الشامي في تصريح خاص ل"المدينة" في صنعاء: "في رأيي الشخصي كمتابع بأن البيان المنسوب لعبدالملك الحوثي ليس فيه ما يشير إلى الجدية وإلى إحلال السلام والأمن والأستقرار في كافة مناطق محافظة صعدة ،وإنما المزيد من المراوغة والمغالطات،حيث لا يزال الالتزام الذي يعلنه الحوثي لا يزال مشروطاً بإيقاف العمليات العسكرية مع أن الالتزام بالنقاط المعلنة من قبل الدولة تضمن إيقاف كافة العمليات العسكرية وبمجرد الإعلان بالالتزام بها فإنه عملياً سيتم إيقاف العمليات العسكرية. وأضاف الشامي : إن بيان الحوثي قد أغفل نقطة رئيسية وهي النقطة السادسة ،حيث تحدث عن خمس نقاط فقط بينما النقاط المعلنة من قبل الدولة هي ست نقاط، فقد أغفل النقطة السادسة المتعلقة بالالتزام بعدم الاعتداء على الأشقاء في المملكة العربية السعودية ،وهذا يدل على أنه فعلاً لا توجد جدّية لدى عناصر التخريب والتمرد في إحلال السلام والأمن والاستقرار في محافظة صعدة. وقال : إن عناصر التمرد الحوثي في محافظة صعدة تحاول من خلال اطلاقها مثل هذه التصريحات والبيانات الكاذبة إرسال رسائل وهمية يهدفون منها إلى أنهم يسعون لتحقيق السلام وخصوصاً بعد مؤتمر لندن، ولكن على أرض الواقع فإن الأمر مختلف تماما، حتى ان إعلانهم تزامن مع الإعداد لهجوم كبير على مدينة صعدة تصدت له القوات المسلحة. أما وكيل أول وزارة الداخلية اليمنية اللواء محمد عبدالله القوسي فأكد أن قبول الحوثي لشروط الدولة جاء جراء الهزائم التي تلقاها من الجيش في كافة المحاور والمناطق التي تنتشر فيها قوات الجيش والأمن الحكومية. ووصف اللواء القوسي الذي يقود العمليات العسكرية في مدينة صعدة القديمة منذ أكثر من ثلاثة أشهر التصريحات الحوثية بالكاذبة والمراوغة وغير الموثوق بها، وقال القوسي: إذا كان الحوثي قبل بالشروط الحكومية فعليه أن يبادر فوراً إلى تنفيذها على أرض الواقع ودون قيد أو شرط. مشيراً إلى أن السلطات اليمنية وفور سماعها لقبول الحوثي بشروط الدولة لإيقاف الحرب في صعدة عمدت إلى إعلان هذا البيان على أنصاره وأتباعه الموجودين في مدينة صعدة القديمة وعبر مكبرات الصوت وطالبتهم بالاستسلام للسلطات الأمنية إلا أنهم رفضوا وظلوا في عصيانهم مرددين شعاراتهم في مواجهة السلطات المحلية بالمحافظة. ورفض اللواء القوسي القبول بوقف العمليات العسكرية ضد المتمردين الحوثيين في محافظة صعدة.. وقال : إن على الحوثيين إثبات حسن النوايا والخضوع لمساعي السلام التي أعلنت عنها الدولة والبدء بتنفيذ ما قالوا بأنهم قبلوا بتنفيذه من شروط الدولة لوقف الحملة العسكرية الحكومية على مناطق وجودهم ومن ثم ستقوم الدولة بإيقاف العمليات العسكرية التي تستهدفهم. وأكد وكيل وزارة الداخلية اليمنية أن المتمردين الحوثيين يسعون من وراء إعلانهم الأخير كسب المزيد من الوقت لاسترجاع قواهم المهزومة وإعادة رصّ صفوفهم وخنادقهم وتحصيناتهم المدمرة، مؤكدا ان هذا لن يحدث. من جهتها ذكرت وسائل الاعلام اليمنية أمس أن القوات المسلحة اليمنية اشتبكت مع متمردين حوثيين في الشمال مما أسفر عن مقتل 20، وذكرت صحيفة 26 سبتمبر على الانترنت التابعة لوزارة الدفاع أن الجنود اليمنيين اشتبكوا مع المتمردين في محافظتي الملاحيظ وصعدة ومن بين من قتلوا زعيم للمتمردين مسؤول عن التدريب.