عندما يكون الخليجيون جاهزين لإصدار عملتهم الخليجية الموحدة، تكون اللبنانية هبة مكداشي جاهزة أيضا لتسليم تصميم النسخة الأولى من (الدينار الخليجي)، تاركة خلفها صراعا أكاديميا في بيروت، تسبب به مشروعها (الدينار العربي) الذي لم يعجب الأكاديميين المنتمين لبعض الطوائف السياسية هناك. هبة مكداشي تقول ل (عناوين): إنها جاهزة لتسليم النسخة الأولى من العملة الخليجية، ولكنها محبطة تماما بعد تأجيل المشروع حتى عام 2012, وتضيف:"علينا أن نخلجن التجربة الأوروبية.. أهل الخليج أكثر العرب قدرة على ذلك". في حقيبتها الفنية، يكتمل المشروع النقدي للعملة الموحدة، بكامل عناصره من حيث الصورة، العلامات الأمنية التي تمنع التزور, وحتى الفئات الورقية، وهي خبرة تراكمية اكتسبتها من خلال مشروع (الدينار العربي) الذي قدمته كمشروع للجامعة الأمريكية في بيروت، إلا أن لجنة الأساتذة التي كانت تعبر نسبيا عن التشكيل الطائفي اللبناني, عبرت سياسيا عن رأيها دون النظر إلى القيمة الفنية. تقول هبة:"من يكره الوحدة العربية رفض المشروع. بل إن أحد الأساتذة غادر الغرفة احتجاجا على الدينار العربي، إلى درجة أن أحد أعضاء اللجنة وهو فرنسي اندهش من ردود الفعل الأكاديمية تجاه موضوع فني علمي تم تسييسه بشكل كامل". وكانت مكداشي قد قامت بتصميم (الدينار العربي) بعد استقصاء غطت من خلاله آراء 300 شاب عربي، اتفقوا على عديد من العناصر التي يجب أن تحتويها عملتهم الموحدة. وخرجت بعدها مكداشي بنموذج حقيقي على الشكل التالي: اسم العملة: الدينار العربي. الفئات: دينار واحد، 5، 10، 20، 50، و100 دينار. الوجه العربي: فن العمارة العربية. الوجه الإنجليزي: العلوم العربية مثل: الرياضيات، العلوم الطبية، علم الفلك, والكيمياء. الرموز: الفرس، الجمل، النخيل، الهلال، واللون الأخضر. الخط: تطوير نموذجين منحدرين من الخط الكوفي، أحدهما للعنوان (البنك المركزي العربي), والآخر للرقم الذي يبين قيمة العملة. وفي بعض الفئات يتم كتابة الخطوط بشكلها الأصلي كما وردت في النصوص العلمية. وهدفت مكداشي من تصميم "الدينار العربي" إلى تقديم مساعدة ولو متواضعة لخلق ثقة لدى الإنسان العربي بنفسه لمواجهة تحديات العصر الحديث. لقد كان هذا المشروع بالنسبة لها حلما خياليا، يكاد يصبح حقيقة مع العملة الخليجية الموحدة.