الشجرة كائن أخضر جميل، لا نراه إلا في التلفزيون، وتعلّمنا الدولة أن نزرعه في أسبوع واحد من كل عام. في الحقيقة لا أدري مَن كان خلف فكرة الاحتفال بأسبوع الشجرة، كانوا يأخذوننا من المدارس، ويضعوننا في أرض ممهّدة، حتى نزرع عشرا أو 15 شجرة، كان هناك دائماً أشخاص يُصوَّرون، ونراهم في التلفزيون في اليوم الثاني، ويزرعون أول شتلة، ثم نذهب، ونعود في العام الذي يليه، لنزرع شجرة، بعد تمهيد الأرض ذاتها، واقتلاع الشتلات المهملة منذ العام. تُسقى الأشجار المستزرعة في شوارع المدن السعودية بمياه المجاري المعالجة، ولمّا أثبتت التجارب في حدائق الأمانات والبلديات نجاحها، وأصبح 1 % من مساحة مدننا خضراء جميلة، استفاد مجهولو الهوية والعمالة المتخلفة من ذلك، وأصبحوا يقيمون مستعمرات زراعية على أطراف المُدن، يزرعون فيها الجرجير والخس، والطماطم، والخيار والنعناع، وأغلب الورقيات الخضراء الجميلة التي تنتشر في الأسواق.. ازدهرت زراعة الورقيّات الغذائيّة، ووجدت لها سوقاً رحباً، واستطاعت المزارع التي تُسقى بمياه المجاري أن تسد ثغرة مهمّة من ثغور الأمن الغذائي في السعودية. ولأن السعودية من أكثر الدول شحّاً في المياه، فقد كان تخصيص أسبوع واحد فقط للشجرة قراراً حكيماً، حيث لو استمررنا في زراعة الأشجار طوال العام، فلن نجد ما يكفي من مياه المجاري لريّ هذه الأشجار. لو حاول أحدكم زراعة شجرة في الرصيف الذي يواجه منزله، فسينال مخالفة من البلدية، علينا ألا نزرعها إلا في أسبوع الشجرة. (إبراهيم الأفندي)