استهلت جمعية «ود» للتكافل والتنمية الأسرية بالخبر نشاطها الأول بحملة لتلطيف حرارة الجو، وتجميل البيئة أطلقت عليها «ظل وفي» وتستهدف خلق بيئة نظيفة خالية من الملوثات من خلال التشجير في الشوارع والميادين والمدارس والمؤسسات العامة والخاصة بجانب زراعة أسطح المنازل لتحل الزهور والخضراوات محل المهملات و«الكراكيب» بقليل من الجهد والمال. ويرى القائمون على الحملة وهم من الشباب والفتيات أنه بزراعة سطح المنزل تتحول تلك المساحة المهملة إلى حديقة غناء ومجلس للأسرة خلال موسم الصيف عبر استغلال أجزاء من السطح في زراعة المحاصيل المختلفة، التي تحتاج إليها الأسرة، ولها فوائد غذائية عالية كالجرجير والنعناع، كما تقلل الأسطح المزروعة في ظل قلة الغطاء النباتي في المدن نسبة ثاني أكسيد الكربون من خلال عملية البناء الضوئي، الذي يقوم به النبات لإنتاج الأوكسجين، وهو ما يسهم في تنقية هواء المنزل من الملوثات؛ حيث أثبتت الدراسات الحديثة علميا أن كل متر مربع من الأسطح المزروعة يزيل 100 جرام من ملوثات الهواء سنويا. وأوضحت رئيسة الجمعية نعيمة الزامل أن الحملة تنسجم مع تحركات الجمعية في تدريب الأهالي على زراعة أسطح منازلهم، وإيجاد متنفس نقي لهم، وتعويدهم زراعة منتج يوضع على مائدة الأسرة كبعض الخضراوات والفواكه التي يسهل زراعتها بجانب رفع مستوى الوعي لدى المجتمع المحلي، وأشارت إلى أن الجمعية خرجت من نطاق حي الثقبة في مدينة الخبر فقط ليشمل نشاطها إسكان الخبر المدني والخبر الجنوبية وأحياء أخرى هي الإسكان والبايونية والصبيخة. من جانب آخر ترى رئيسة قسم البيئة بالجمعية ابتسام الشيخ أن الحملة تتضمن برامج متنوعة ومتميزة لتجميل البيئة السعودية والمساهمة في توسيع المساحات الخضراء، مؤكدة أن مساحة السطح ليست شرطا لإمكانية الزراعة من عدمها، فالأنظمة المستخدمة تصلح لكافة المساحات، وإخلاء السطح من أي مهملات تعوق وصول الشمس للنبات المزروعة، وأن يكون السطح معرضا للشمس من أربع إلى خمس ساعات يوميا، وهو ظرف طبيعي متوافر بالمنطقة الشرقية لزراعة النعناع والخس والجرجير وبعض الخضراوات والفواكه والنباتات الطبية والعطرية دون استخدام أي مبيدات. وعن تكلفة زراعة السطح تشير «الشيخ» إلى أنها غير ثابتة، وتتوقف على الأنظمة المستخدمة، حيث توجد الأنظمة البسيطة ذات الري اليدوي بجانب الأنظمة الأوتوماتيكية، مشيرة إلى أن الجمعية حرصت على إشراك أبناء الأسر التي ترعاها في أنشطة الحملة لتدريبهم على خدمة أحيائهم بأنفسهم؛ حيث شارك ثمانية من شباب فريق شمس التطوعي التابع للجمعية، في تغيير بعض المفاهيم الخاطئة عن مهنة الزراعة التي هي مهنة الآباء والأجداد في السابق، وربط الشباب من الطلبة والموظفين بالأرض وخيراتها. وأوضحت أن زراعة الأسطح تستغرق جهدا بسيطا ويمكن ممارستها بعد انتهاء الدوام، مثمنة دور بلدية محافظة الخبر في دعم الحملة؛ حيث قامت بتهيئة التربة اللازمة للزراعة، وتوفير الشتلات والسماد، وتكليف مهندس زراعي لشرح خطوات الزراعة للشباب، واختتمت حديثها بأن الحملة وجدت تجاوبا وإقبالا شديدين من قبل أطفال حي الإسكان؛ حيث سارع نحو 20 طفلا في تسجيل أسمائهم بفريق صديق البيئة .