شنّ مؤسس منظمة هيومن رايتس ووتش, هجوما عنيفا على المنظمة, متهما إياها بالتحيّز ضد إسرائيل. وجاء انتقاد روبرت بيرنشتاين للمنظمة, التي تعدّ إحدى أهم المؤسسات المدافعة عن حقوق الإنسان في العالم, في مقال رأي نشرته له صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في عدد الثلاثاء 20/10/2009, حيث اعترض فيه على عملها في الشرق الأوسط. وكتب بيرنشتاين في مقاله: "بصفتي المؤسس لهيومن رايتس ووتش, وكنت رئيسها الفاعل طوال عشرين عاما, ورئيسها الفخري حاليا؛ لا أجد مناصا من فعل ما لم أكن أحسب حسابه, ألا وهو الانضمام علانية إلى صف منتقدي المنظمة". وأضاف: "لقد كانت مهمة هيومن رايتس ووتش الأصلية كشف ما يجري في المجتمعات المنغلقة, والدفاع عن الحريات الأساسية, ودعم المعارضين, لكنها دأبت في الآونة الأخيرة إلى إصدار تقارير عن الصراع الإسرائيلي العربي, تساند فيها من يرغب في جعل إسرائيل دولة منبوذة". ويأتي هذا الهجوم في خضم الجدل الذي أثاره تقرير للأمم المتحدة يتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب أثناء الهجوم الذي شنته أواخر العام الماضي على قطاع غزة. وأعد التقرير القاضي الجنوب إفريقي ريتشارد جولدستون، وهو عضو سابق في مجلس إدارة هيومن رايتس ووتش, غير أن هيومن رايتس ووتش رفضت مساء الثلاثاء 20/10/2009, انتقادات بيرنشتاين لها, وأكدت أن تحققها من تصرفات إسرائيل لا يمثل سوى "جزء ضئيل" من عملها. وقالت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها: إن بيرنشتاين أطلعها في اجتماع لمجلس الإدارة في أبريل/ نيسان الماضي على هواجسه تلك, إلا أن الأعضاء رفضوا بالإجماع رأيه القائل إن على المنظمة قصر جهودها على مراقبة المجتمعات المنغلقة دون غيرها. ويقصد بالمجتمعات المنغلقة تلك التي لا توفر لمواطنيها الحريات الأساسية وتتسم بالاستبداد.