حذرت صحيفة التايمز البريطانية, الأحد 18/10/2009, من ارتفاع التأييد الشعبي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربية. وقالت الصحيفة: إن هذا التصاعد في التأييد بدأ يقلق إسرائيل والغرب من احتمال تعرّض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للهزيمة في الانتخابات المقررة العام المقبل في الضفة الغربية، التي تعدّ معقلا تقليديا لمنظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح, التي يتزعمها عباس. وأوضحت الصحيفة أن شعبية عباس بدأت تتراجع بقوة عقب محاولته تأجيل التصويت على تقرير "جولدستون" في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الذي اتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في حربها على قطاع غزة في ديسمبر الماضي. ونقلت الصحيفة عن وفاء عمرو المحللة الفلسطينية من رام الله قولها: إن شعبية حماس في الضفة صارت أعلى من شعبيتها في غزة، وإن شعارات حماس حول قيم الشرف والمقاومة صار يتردّد صداها في الضفة التي لا تعيش تحت سلطة حماس، والتي تشهد ضعف السلطة الفلسطينية. كما نقلت الصحيفة عن مصادر، لم تسمّها، قولها: إن دور عباس في قضية تقرير "جولدستون" لم يغضب فقط الأمريكيين والإسرائيليين، بل أغضب مؤيّديه، وقد يؤدي إلى هزيمته في الانتخابات المقبلة. وتشير الصحيفة إلى أن الخبراء الإسرائيليين يقولون: إن قوة حماس قد تسمح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالإصرار على تنازلات طالب بها في العملية السلمية. ويقول المحلل الإسرائيلي ماتي شتايبرغ: "إذا لم يحدث تقدم فعلي في العملية السلمية خلال العام المقبل، فإن حماس ستسيطر على الضفة، ونتنياهو يريدها أن تسيطر, لأنه غير مستعد لتقديم ثمن سياسي للسلام مع الفلسطينيين". وتنسب (التايمز) إلى محللين في المنطقة قولهم: إن عباس يمكن أن يفوز في تلك الانتخابات في حال أعيد إحياء المفاوضات على نحو جدي، لكن القليل منهم يرى أن تلك المفاوضات ستبدأ عما قريب.