توقع مراقبون يمنيون تحدثت معهم (عناوين) الأربعاء 18/2/2009، أن تسليم العوفي نفسه إلى سلطات الأمن السعودية من خلال سفارتها في اليمن من شأنه أن يفكك خلايا تنظيم القاعدة التي أعلن عنها من خلال شريط مسجل ضم إلى جانبه ناصر الوحيش وأبو سياف وقاسم الريمي. وجاء في الشريط المسجل إعلان توحيد قاعدة الجهاد في كل من المملكة العربية السعودية واليمن تحت مسمى (تنظيم القاعدة في جزيرة العرب), بقيادة اليمني ناصر الوحيشي ونائبه الشهري, الذي يستخدم لقب (أبو سياف) كاسم حركي له. وكانت وزارة الداخلية اليمنية نفت أنباء إطلاقها عددا كبيرا من عناصر القاعدة المحتجزين على ذمة قضايا إرهابية. الرئيس اليمني علي عبد الله صالح زار المنطقة الوسطى أول شهر فبراير الجاري بعدما شاع الحديث عن نشاطات عسكرية لجماعات القاعدة في مأرب وسط اليمن, والتقى كبار المسؤولين والمشائخ والشخصيات الاجتماعية في المحافظات الثلاث. وعبرت السلطات اليمنية عن قلقها من تحركات واسعة لعناصر تنظيم القاعدة في محافظات مأرب وشبوة . وكانت عناصر قبلية متعاونة مع الحكومة اليمنية مدت أجهزة الأمن في مأرب مؤخراً بتقارير أفادت بتحركات مكثفة لأعضاء في تنظيم القاعدة بينهم عدد من المطلوبين الأمنيين في ظل حماية قبلية في مأرب. وترددت في اليمن مؤخرا أنباء حول دراسة جهات عليا في الدولة مقترحا بإنشاء وحدة أمنية متخصصة بملاحقة الإرهابيين في مأرب وشبوة يتم فيها إشراك عناصر قبلية من المحافظتين, على أن تكون قوات الحرس الجمهوري والوحدات الأمنية التابعة له هي التي سيتم تشكيل الوحدة منها . ودعا رئيس الجمهورية أثناء زيارته أبناء محافظات مأرب والجوف وشبوة, إلى التعاون مع الدولة في مواجهة الإرهاب, معلنا أن الدولة بجيشها الكبير لا تستطيع القضاء على الإرهاب ما لم يكن هناك تعاون صادق من كل أبناء اليمن. وخاطب صالح قيادات ومشائخ المحافظات الثلاث بقوله: "من المفترض أن تكون هذه المحافظات مزدحمة بالسواح، ولكن الإرهاب إحدى الآفات التي أضرت بالاقتصاد الوطني وعطلت التنمية، وقتلت الأبرياء الإسبان والبلجيكيين وغيرهم". وانتقد الرئيس اليمني عدم تعاون بعض أبناء هذه المحافظات مع أجهزة الأمن في ملاحقة الإرهابيين, وقال "أنتم ترون الإرهابيين أمام أعينكم وهو يتواجدون في القرى، ولا تقولوا بأن هذا منكر، وعملهم هذا قتل للمواطن والتنمية." وأكد الرئيس صالح أن مصالح الشعب اليمني في هذا المثلث (مأرب – الجوف – وشبوة), حيث الشعب لا يمكن أن ينام أو يهدأ له بال إذا استمر الإرهاب والتخريب والعنف، حسب حديثه. وحث الرئيس أبناء المحافظات الثلاث على التحرك واليقظة.. وقال:" تحركوا، فالجيش والأمن معكم". وجاءت زيارة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى هذه المحافظات بعد أن دعا تنظيم القاعدة في جزيرة العرب, إلى استغلال الأوضاع في اليمن عبر رسالة وجهت إلى أعضاء تنظيم القاعدة في جزيرة العرب تحت اسم (التحديات الراهنة في أرض اليمن). وأوضحت الرسالة أن الرئيس علي عبد الله صالح يعيش هذه الأيام حالة من الخوف بسبب تلك الأوضاع, ما جعله يستدعي المجاهدين, وخاصة الذين شاركوا في حرب صيف 1994, مبدياً استعداده بصرف مبالغ مالية لهم مقابل إخراجه من هذه المحنة.