لم تجد( ر، س) لمرضها علاجا فهو مرض وراثي، ولم تتمكن من اكتشافه إلا بعد إنجاب طفلها الأول، تتحدث عن معاناتها، بعد أن لاحظت إصابتها بمرض الصداع النصفي، أو ما يسمى (الشقيقة). حيث تطور الأمر بشكل تدريجيا، بحسب تعبيرها، إلا أن التطورات للمرض التي لا تعتبره "مزمنا"، كشف عن نوايا زوجها التي لم يجد منفذا للخروج من أجواء الأسرة الغير صحية، بحسب وصفه . تشرد، لتروي ما حدث خلال الأربعة أعوام الماضية، وتقول:"قبل الزواج، كانت لدي مشكلة الصداع، إلا أنها لا تعتبر أزمة، فبعد زواجي بعام ونصف العام وإنجابي لأول طفل، كانت فترة الحمل التي أمضيتها صعبة، وبمتابعة مع الأطباء تمكنت من الخروج من المأزق بسلام أنا وطفلي، على الرغم من الأدوية التي تناولتها، خلال التسعة شهور، إلا أن طفلي سليم والحمد لله". لم تقف حكايتها عند هذا الحد، فتطورات حدثت في علاقتها مع زوجها، التي إصر على إنجابها طفل ثان، بعد بلوغ طفله الأول عامين ونصف العام، إلا أن الصداع تطور إلى نوبات شبه متتالية، تتطلب اخذ حقن مهدئة وبعض أقراص الأدوية ، التي تؤثر على نمو الطفل حركيا وعقليا، وتضيف:"كلما أقدمت في التفكير بمسألة الإنجاب، أتخوف ولا أتجرأ ، والآن ما يفاقم الأمر سوء الضغوطات الاجتماعية،التي أتعرض إليها، فالمسألة ليست سهلة ؛إذ بدأت خيوط الزواج الثاني تتسلل إلى ذهن زوجي، وبدا مقتنعا تماما". قناعة زوجها ارتكزت إلى شغفه بأن تسود الأجواء الصحية داخل أروقة منزله، فهو يبرر موقفه قائلا:"عندما تصاب زوجتي بنوبة الألم الحادة، تصاب أزقة المنزل كاملة بالشلل، واشعر أن طفلي يعاني من التشرد ، وأنا احمل على عاتقي كافة المسؤوليات، سواء من حيث التنظيف، والطبخ وغيرها من الواجبات، التي لايمكن أن تتحملها إلا امرأة قادرة على تدبر أمور منزلها". مستدركا:"أنا لست أناني، فلو كانت حالتها اشد وطأة من ذلك، لململت جرحي لأجل طفلي وتقبلت واقعي، إلا أن الأمر في ازدياد للأسوأ، فتطور إلى نوبات وآلم مستمر وبفترات متقاربة وليست متباعدة؛ كما كانت سابقا، وهذا الأمر يخفيني كثيرا، وأصبح يشكل هاجسا وارق مستم، كما انه اثر على مستوى العلاقة الزوجية، من قبل الطرفين". تختلف في كامن تفاصيلها الحكاية، عندما يكون الرجل هو"المريض"، ربما لان حواء خلقت لأجل الصبر، عكس ادم بحسب تعبير الباحثة الاجتماعية منى المري، وتشير"هذه طبيعة الأمور، وحقيقتها فالمرأة ليست مخيرة؛ عكس الرجل فعدة خيارات متاحة أمامه، كالزواج على زوجته، أو اخذ أطفاله بسبب عدم تقبله بالمرض، وعلى النقيض تماما الزوجة وهذا الأمر لايمكن إنكاره؛ فالزوجة تتحمل تلك الألم وابرز مثال حي على ذلك، إذا كان الزوج عقيم غالبية النساء يصبرن على آمل العلاج على الرغم من عاطفتها للأمومة وحاجتها لذلك، ولدي حالات تدعم صحة ذلك، وهذا عكس الرجل الذي لا يمكنه الانتظار لو عام واحد وهناك حالات نادرة قد تتحلى بالصبر". معتبرة أن الأمر "يتطلب تفكير عقلاني، ومراعاة كافة الأمور الاجتماعية والأسرية ومصلحة الاثنين، وخصوصا أن الشرع تطرق إلى ذلك، وبشكل مستفيض". (م، س)، متزوجة منذ أربعة أعوام، وأنجبت من زوجها طفل، إلا انه يعاني من مشكلات صحية عديد، أبرزها "مرض القلب، فانا الآن غير قادرة على الإنجاب لان الوضع الصحي لزوجي، لا يسمح بذلك. فالأطفال يحتاجون إلى رعاية واهتمام، وهو يرفض إنجاب أخ لابننا الذي يتساءل عن مصيره دوما، ويقارن نفسه بأترابه من السن، ومع ذلك لن اطلب الطلاق، وسأكتفي بالطفل، لحين إقناعه مجددا، ولا يمكن أن أنكر، بأنني محرومة من الأجواء العائلية الصحية، فزوجي مهدد بالوفاة بأية لحظة، ولا يقدر على تربية الأطفال والعمل المستمر، سأصبر لحين أن يحكم القدر بيننا، ولن أتنازل عن موقفي لأجل طفلي".