توج ريال مدريد بلقب كأس ملك إسبانيا بعدما نجح في الفوز على غريمه اللدود برشلونة 2-1 في نهائي البطولة الذي أقيم على ملعب المستاي مساء الأربعاء. تقدم دي ماريا للريال في الدقيقة 11 ،ونجح بارترا في إدراك التعادل لبرشلونة في الدقيقة 69 ،قبل ان ينطلق السهم الويلزي في الدقيقة 85 ويمنح الريال الفوز.
قدم الريال بقيادة أنشيلوتي مواجهة من طراز تكتيكي عال ،نجح من خلاله التعامل بذكاء مع نقاط قوة البارسا بفضل إستراتيجية الهجوم المضاد والتي ساهم في تنفيذها تألق جميع لاعبي الفريق.
برشلونة لم يكن لديه جديد يقدمه بعدما واصل أداءه العشوائي الذي قدمه في الفترة الاخيرة ليخسر الفريق بطولته الثالثة خلال إسبوع بالتمام والكمال.
فوز الريال باللقب أنهي 593 يوماً لم يحقق خلالها الفريق بطولة واحدة ،في وقت أنهى فيه موسم برشلونة دون تحقيق بطولة واحدة .
دخل برشلونة المواجهة بتشكيل مثالي رغم إشراك الشاب بارترا بديلاً للمصاب بيكيه ،ولم يتبق لنجوم هذه التشكيلة سوى إثبات قيمتها بقيادة ميسي وإنييستا.
الريال تعامل مع غياب نجمه الكبير رونالدو ومعه مارسيلو ، من خلال الدفع بإيسكو وكوينتراو مع الإعتماد على باقي أسلحته الأساسية.
دخل ريال مدريد المواجهة بثبات إنفعالي إفتقده كثيراً في المواجهات الكبرى بصفة عامة ،وفي مواجهة الكلاسيكو بصفة خاصة ،ولعب الملكي بتنظيم دفاعي قوي صعب من مهمة برشلونة.
في الهجوم ..وضح إعتماد الميرينجي على الهجمات المرتدة مستغلاً سرعة بيل في الأمام وقدرة إيسكو ودي ماريا على نقل الهجمة بشكل سليم ،وكاد بيل أن يفعاها من إحدى هذه الهجمات لكنه سدد بجوار القائم (ق5).
برشلونة لم يأت بجديد عما كان عليه في لقاءي أتليتكو وغرناطة ،وسط محاولات لا بأس بها من إنييستا ،وإبتعاد لميسي ونيمار عن الصورة في ظل إستسلامهما للرقابة التي فرضها أنشيلوتي عليهما.
لم تمر سوى 11 دقيقة ، إلا ونجحت إستراتيجية الهجوم المضاد للريال في تحقيق مسعاها من هجمة مرتدة إنتهت بإنفراد لدي ماريا الذي سدد الكرة أرضية زاحفة فشل بينتو في التعامل معها ليمنح الميرينجي هدف التقدم.
تميز أداء لاعبي الريال بسرعة غابت عن الفريق في معظم اللقاءات وبدقة في التمرير منحت الفريق التفوق ، ووضح النجاح الكبير لأنشيلوتي في إعداد نجومه نفسياً لهذه المواجهة وهو ما إفتقده في كلاسيكو الليجا.
دخل برشلونة أجواء اللقاء تدريجياً وظل يبحث عن ثغرة في دفاع الريال ،وإستحوذ البلوجرانا بشكل كبير على الكرة لكن دون جدوى حقيقية في حالة من عدم التركيز أصابت الخط الأمامي مع غياب تام لفابريجاس .
شاب اللقاء كثير من التوتر والخشونة ،وسط مطالبات متعددة من جانب لاعبي الفريقين للحصول على أخطاء من صافرة الحكم لاهوز.
عبرت الدقيقة 42 تعبيراً دقيقاً عن الحالة السيئة التي يمر بها النجم ليو ميسي ،وذلك عندما تهيأت الكرة أمامه على حدود منطقة الجزاء ليسددها بعيدة عن المرمى مهدراً فرصة قريبة من إدراك التعادل.
تألق الأرجنتيني دي ماريا بشكل لافت للنظر ومعه بدرجة أقل جاريث بيل ، في وقت تقمص فيه بنزيمة دور صانع الألعاب ، وتخلى فيه عن دوره كمهاجم وأهدر فرصة حقيقية قبل نهاية الشوط الأول.
دفع تاتا مع بداية الشوط الثاني بأدريانو محل جوردي ألبا،والغريب أنه أبقى على فابريجاس ،في وقت لم يجر فيه الريال أية تغييرات بعدما قدم نجومه أداء جيد في الشوط الأول.
لم يتغير الحال كثيراً مع بداية هذا الشوط في ظل إستحواذ كتالوني ودفاع مدريدي منظم مع هجمات سريعة مرتدة ،وأهدر بيل مجدداً فرصة تعزيز الهدف (ق 47) عندما إخترق دفاع برشلونة الملهل وسدد الكرة بجوار القائم.
فشل نجوم برشلونة في التعامل مع الضغط الكبير الذي فرضه عليهم لاعبو الريال في منطقة الوسط ،وساعد على ذلك البطء الشديد من لاعبي البلوجرانا في نقل الهجمة.
ظلت المواجهة على صفيح ساخن في ظل إهدار لاعبي الريال عدة فرص سهلة ،خاصة وأن الفريق أثبت أنه كي يضمن الفوز فعليه تأمين الهدف بهدف ثان.
رغم إستحواذ برشلونة في كثير من الأوقات على الكرة ،لكن ظل هذا الإستحواذ بلا فاعلية في ظل عشوائية أداء الفريق وفردية نجومه.
تذكر تاتا فابريجاس أخيراً في الدقيقة 60 وقام بسحبه والدفع ببيدرو على امل فتح ثغرة في دفاع الريال المنظم ،وظهر كاسياس لأول في اللقاء بتصدي لتسديدة قوية مفاجئة لبارترا (ق 65).
وكما كان متوقعاً عندما يفشل الريال في تأمين الهدف فإنه مرماه يتعرض للتهديف ،وهو ما حدث بالفعل (ق69) بعدما نجحت رأس ميسي فيما فشلت فيه قدمه وفيما فشل فيه ميسي ونيمار،عندما إرتقى فوق الجميع وحول عرضية تشافي لمرمى الريال معلناً عن أول هدف في شباك كاسياس بالكأس.
تراجع مستوى دي ماريا عما كان عليه في الشوط الأول ، ووضح الإفتقاد الكبير لخدمات رونالدو في هذا التوقيت والذي كان من الممكن أن يحسم خلاله الكثير من الامور.
نجح برشلونة في إيجاد بعض الثغرات في دفاع الريال بعدما قل تركيز لاعبوه ،لكن إصرار لاعبي برشلونة على الإختراق من العمق قلل كثيراً من خطورة هجماتهم.
وفي وقت ظن فيه الجميع أن المباراة تتجه للوقت الإضافي ،تحدث أخيراً جاريث بيل بعدما صمت كثيراً ،بعدما إنطلق كالسهم (ق 85)من وسط الملعب في هجمة مرتدة حتى وصل داخل منطقة الجزاء وسدد الكرة قوية مرت من بين قدمي بينتو معلنة عن هدف الكأس والتأكيد على قيمته كنجم كبير.
دفع أنشيلوتي بإياراميندي وفاران محل إيسكو وبنزيمة من اجل التامين ،بينما دفع تاتا بالكسيس سانشيز من أجل زيادة الهجوم.
في الدقيقة 90 وفي لقطة تعد الأكثر إثارة هذا الموسم في إسبانيا ،إنفرد نيمار بكاسياس إثر تمريرة سحرية من تشافي ،وسدد النجم البرازيلي الكرة لكنها إرتدت من القائم لينتهي اللقاء بفوز مدريد غالي وبلقب أغلى.