قال نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر الوزير السابق الدكتور أحمد كمال أبو المجد، إن الأمة الإسلامية تواجه تحديات غير مسبوقة لا يمكن مواجهتها إلا بالعودة للدين، مشيرا إلى أن الله لا ينتصر لأمة خائبة لمجرد أنها تدعوه بنصرها. وأكد أبو المجد "أننا في عصر يتكاثر فيه الهجوم على الأمة الإسلامية، وانزاحت فيه الحواجز وصارت الأمور لا تقرر بإرادة أهل الداخل، مشيرا إلى أن العالم يتكالب علينا، وأن المصالح أصبحت أساسا في التعامل بين الدول".
وأضاف أبو المجد خلال ملتقى الفكر الإسلامي بالحسين بالقاهرة، مساء الأحد 13/9/2009 أنه ليس صحيحا أن التاريخ يعيد نفسه، مؤكدا أن التاريخ يتحرك وما تمر به الأمة حاليا لم تمر به من قبل.
وأشار أبو المجد إلى الخطر الذي يحيط بالأمة، فوصفه بأنه يتجاوز ظن أكثر المتشائمين، وهو يتمثل في آفات الدول المتقدمة التي أحاطت بالمسلمين مقترنة بآفات الدول المتخلفة، في حين أنه لا نجاة لهم إلا من خلال الدين.
وطالب أبو المجد الحكام والعلماء وعامة الناس أن ينتبهوا إلى الأسباب التي أدت إلى حالة التردي التي تعانيها الأمة، ويأتي أولها في التفسير الحرفي للقرآن الكريم والسُّنة النبوية مع غياب الاجتهاد في فهم وتدبر معانيهما وتعطيل العقل، الذي يعد النعمة الأصلية التي ميّز الله بها الإنسان.
وفي سياق حديثه أبدى أبو المجد انزعاجه من ظاهرة التدين الشكلي، مؤكدا في الوقت ذاته أن الجهل جريمة "عمدية" في ظل توافر وسائل العلم بأشكالها كافة، سواء كانت هذه الوسائل إعلامية أو إلكترونية أو كتبا.
وتابع: "الناس في العالم كله يتعبدون لله بالعمل، والمسلمون فقط يتعبدون بالكسل". وأردف قائلا"لا يلومنّ مسلم نفسه إذا أصبح، فوجد نفسه أجيرا يحمل الحجارة لدى الصهاينة".
وأكد أبو المجد أنها أعمالنا ترد إلينا والله -سبحانه- أعدل من أن يستر الأمة الخائبة، مستنكرا الاستناد إلى أنها خير أمة، لأن الخيرية -بحسب قوله- مشروطة، ومَن يخالف شروطها، فلا شفاعة له عند النبي -صلى الله عليه وسلم- مشيرا إلى أن الشفاعة للعاملين فقط، بينما انتظار النصر من أماني الكسالى.
وحذر أبو المجد من تعالي الأصوات التي تنادي بإبعاد هذه الأمة عن الشريعة الإسلامية، واصفا تلك الدعوات ب (الجنون)، داعيا في الوقت ذاته إلى إجراء فحوص طبية لعقل مَن يريد هذا الأمر.