أكد المفكر الإسلامي البارز د.أحمد كمال أبو المجد نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان وعضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الأمة الإسلامية في خطر شديد، وأن الأخطار أقرب إلى أمة الإسلام، مما يظن أكثر المتشائمين، وأن الحيرة تلف العالم كله مرة، ولكنها تلف الأمة الإسلامية مرتين فقد ابتليت ببعض آفات الدول المتقدمة وابتليت بكثير من آفات وأمراض الدول المتخلفة، ولذلك فإنه لا نجاة لأمة الإسلام من هذه الحيرة والأخطار إلا بالاحتماء بسياج العقيدة وبصحيح الدين وشريعته، مشيرًا إلى أنه خلال الفترة الأخيرة ظهر أمران لا يحتملان المجاملة، فالمجاملة فيهما ليست خطأ ولكنها خطيئة واستعجال لكارثة تحل بهذه الأمة، فمن لم يصدق اليوم فلا حاجة لأحد إلى صدقه في غدٍ لأنه سيأتي اعترافًا متأخرًا، وليس كل متأخر يمكن تداركه، وهذا الخطاب موجه إلى حكام العرب والمسلمين وإلى العلماء بصفة خاصة وإلى أولي الرأي والخبرة وإلى عامة المسلمين، فالتدين المشهود في العالم الإسلامي اليوم هو علامة خير وعودة إلى الله عز وجل ولكن ما نمطه. وأشار إلى أن الدنيا تغيرت في المائة عام الأخيرة أضعاف ما تغيرته منذ نزول آدم عليه السلام إلى بعثة محمد صلى الله عليه وسلم على الأقل عشر مرات، ولذلك فإنه معزول عن القضاء والفتيا وإبداء الرأي من لا يعرف الواقع معرفة أهله ولا يعرف الحق معرفة العلماء ولم يتمرن على مهارة إنزال النصوص والمبادئ على الواقائع الجديدة، فنحن نريد جيلًا ينفع لا جيلًا يردد، فالتقليد جريمة لمن يحسن الاجتهاد، منتقدًا الهجوم المشهود اليوم على الشريعة الإسلامية وعلى مبادئها من قبل بعض المتنطعين والمنتسبين زورًا إلى الفكر الإسلامي تحت دعاوى الاجتهاد، فالاجتهاد له خطوط عادية وخطوط حمراء وهناك خط واحد شديد الحمرة وهو الدعوة إلى إبعاد هذه الأمة عن نورها وأصلها وجذورها وهويتها، ومن يدعو إلى ذلك يدخل في حيز الجنون الذي ينبغي تشكيل لجنة طبية لفحص عقل صاحبه، موضحًا أن هناك آفة أخرى أصابت الأمة وهي الإهمال الشديد للغة العربية لغة القرآن الكريم، فأصبح هناك جيل كامل لا يحسن اللغة العربية، ومن لايعرف لغته لا معنى لعروبته، فالعروبة ليست مجرد جنسية وإنما هي ثقافة ولغة ومجموعة القيم والتصورات الكلية للوجود وللخالق سبحانه وتعالى وللناس والتراث والحاضر والمستقبل. وأكد د. أبو المجد أن العقل والنقل يلتقيان ولا يتصارعان الله عز وجل أمر المسلمين بتحصيل العلم، وقد وردت كلمة العلم في القرآن الكريم وكلمة الغيب ذكرت نيفًا واربعين مرة في القرآن الكريم. وإن مناط الفتوى والتشريع والواقع الذي سيطبق عليه ثلاثة أمور هو معرفة الحق والنص والقاعدة الكلية التي تشرع أمرًا تكليفيًا والواقع الذي سيطبق عليه هذا النص، ولين شعار الامة مع العالم من ليس ضدنا فهو معنا ويجب على كل مسلم أم يعلم انه إذا رأى من يجعل التهجم والاكتئاب والقلق جزءًا من الاسلام فليعلم أنه جاهل كبير. وطالب بضرورة سن تشريع قانوني جديد في العالم العربي والاسلامي في قوانين العقوبات تعاقب على ما يسمى “الفهلوة أو الشروع فيها”، لأن هذه الكارثة تعد عملية تضليل كبيرة جدًا فالعلم علم والحقائق معروفة والمكابر فيها لديه شروع في الانتحار فمن يريد أن ينتحر فعليه بنفسه ولكن لا يجر الأمة الاسلامية إلى فتوى مظلمة أو فأل غير طيب ينافي ما ورد في الكتاب والسنة.