لليوم الثاني تسيطر تداعيات الأحداث في القدس والقرار الإسرائيلي الخطير بضم الحرم الإبراهيمي للآثار الإسرائيلية على فعاليات مؤتمر مقاصد الشريعة وقضايا العصر بالقاهرة،وقد شن د. عبد العزيز التو يجري المدير العالم للمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة «الايسيسكو» هجوما على الانقسام الفلسطيني، ووصفه بأنه السلاح الأول الذي تستخدمه «إسرائيل» ضد أصحاب القضية أنفسهم بعد أن تم تفريغ قضية السلام المزعوم من مضمونها وتحولت إلى أوهام في ظل التطورات الحالية، واستدرك قائلاً: لكن هذا لا يبرئ الأمة من مسؤولية كل أفرادها حكاما وشعوبا من الإثم للتفريط في قضية الأمة الأولى، وسيأتي الدور على بقية دولها لتصبح كلها مثل فلسطين في ظل حالة استمرار التمزق الحالي. وأضاف د. التو يجري أن الأمة كلها آثمة إذا لم تبادر بنصرة المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي والمقدسات الإسلامية لأن المخطط الصهيوني يقوم على مراحل لاستهداف هذه المقدسات،مشيراً إلى أن «الإيسيسكو» طلبت من منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو» التدخل الفوري لوقف تهويد المسجد الإبراهيمي وبقية المقدسات الإسلامية في فلسطين،لأنه لا يجوز للمحتل أن يتصرف في معالم الدولة بطمس هويتها. ووصف المفكر الإسلامي د.أحمد كمال أبو المجد نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان وعضو مجمع البحوث الإسلامية وضع الأمة المتردي بأنه السبب فيما وصلت إليه الأوضاع في المناطق المحتلة من أراضيها وليس في فلسطين فقط، ومن المؤسف أن هذه التطورات تتم في وقت تجري فيه معارك كلامية حول النقاب واللحية والثياب الطويلة مما جعل أحد القادة الصهاينة يقول «نحن لسنا في حاجة إلى أصدقاء طالما العرب والمسلمون وضعهم كذلك، فقد وفّروا علينا الكثير من الجهد الذي يجب أن نشكرهم عليه». وانتقد د. أبو المجد الوضع الحالي الذي تعيشه الأمة الإسلامية وقال: إن أمة تنعم بعزلة مرضية تستحق مستشفيات للأمراض العقلية، ومن الانتهاك للعقل أن نظل معتمدين فقط على رفع الأيدي بالدعاء لتتغير أحوالنا دون أن نحقق ذلك عمليا،فنحن أمة حائرة ومتفرقة ومتشرذمة بأسها بينها أشد من بأسها على غيرها والمغالطة في هذا إثم عظيم،وإن أخطر ما يواجه الأمة الإسلامية اليوم هو الحديث عن الأمجاد الماضية، معتبرا ذلك التغني فقط بأمجاد الماضي دون السعي لبناء المستقبل كالفرار يوم الزحف، بل هو أخطر، وعلينا أن نقف على الحقيقة لنبني الأمة بناء حقيقيًّا لا بناء هزليًا كما يحدث الآن. واقترح علي الهاشمي المستشار الديني والقضائي لرئيس دولة الإمارات، أن يتم تشكيل هيئة كبرى من علماء الأمة المشاركين في المؤتمر لتقوم بالاتصال بكل قادة الدول الإسلامية بلا استثناء، وشرح الأبعاد الخطيرة التي وصلت إليها القضية في المرحلة الحالية وإعداد مشروع عربي وإسلامي لمواجهة المشروع الصهيوني ليس في فلسطين فقط بل على مستوى الأمة كلها.