بعد ثلاث سنوات على نتائج أولية مشجّعة، تفرض تقنيات التحفيز الكهربائي نفسها كعلاج واعد للأشخاص المصابين بشلل في الركبتين، على ما أظهرت نتائج تجربة جديدة أجريت في الولاياتالمتحدة. وبفضل هذه التقنية، تمكن ثلاثة متطوعين مصابين بالشلل السفلي من تحريك الوركين والكاحلين وأصابع القدمين بشكل إرادي، لكن بدون التمكن من المشي، بحسب مقال نشر، أمس الثلاثاء، في مجلة "براين" البريطانية. وتؤكد هذه النتائج ما توصلت إليه تجربة أولى أجريت على الشاب الأميركي، روب سامرز، الذي أصيب بالشلل عام 2006 إثر حادث سيارة، وقد تمكن من تحريك ركبتيه، على ما ذكرت مجلة "ذي لانست" في مايو 2011. وعلقت سوزان هاركيما من جامعة لويزفيل، وهي من المشاركين في التجربة: "اكتشفنا طريقة تدخل جديدة جذريا قد تؤثر بشكل كبير على استعادة الحركات الإرادية لدى الأشخاص المصابين بشلل كامل، حتى بعد سنوات من الحادث". وأشارت هذه الاختصاصية في بيان إلى أن "الاعتقاد بعدم إمكان حصول أي شفاء، وبأن الشلل الكامل عطب دائم، أصبح مشكوكاً بصحته". والمشاركون في التجربة كانوا جميعاً من المصابين بشلل سفلي منذ سنوات، إثر تعرضهم لحوادث سيارات أو دراجات نارية، وقبل التجربة، كانوا غير قادرين على القيام بأي حركة بالركبتين.
وتقوم تقنية التحفيز على تمرير تيار كهربائي بترددات ومستويات طاقة متغيرة في منطقة أسفل الظهر حيث الوصلات العصبية للنخاع الشوكي تتحكم إلى حد كبير بحركة الأطراف السفلية. وسمحت تقنية التحفيز الكهربائي بإعادة شكل من أشكال التواصل العصبي، بما أن المرضى تمكنوا من تحريك أطرافهم طوعا. ويشير الباحثون إلى أن تأثير هذا التحفيز الكهربائي يتضاعف عندما يكون مرفقا بتمرينات محددة يقوم بها المريض. وإلى جانب القدرة على تحريك الركبتين، شهد المرضى الذين شاركوا في التجربة تحسنا في حالتهم الصحية العامة مع زيادة في حجم كتلة العضل لديهم، وتحسين آليات ضبط ضغط الدم وشعور بتعب أقل وإحساس عام بالارتياح مقارنة بوضعهم السابق. وتفتح هذه الدراسة الطريق أمام عدد كبير من الاحتمالات بشأن طريقة تطوير هذه التقنيات لمساعدة المرضى على استعادة الحركات الجسدية التي خسروها، على ما أكد ريجي ادجرتون، الأستاذ في الفيزيولوجيا وجراحة الأعصاب وبيولوجيا الأعصاب في جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس.