من المعروف أن جميع خلايا الجسم يتم تعويضها اذا حدث لها تلف، فيستطيع الجسم بناء خلايا جديدة وتكوينها لتحل محل الخلايا التالفة في جميع خلايا الجسم ما عدا خلايا الجهاز العصبي. الآن هناك بعض المحاولات لترميم الخلايا العصبية التالفة وإعادة بنائها، رغم صعوبة هذا الأمر، فإن العلماء والأطباء يحاولون جاهدين لفعل كل ما يستطيعون لتقديم امل ولو بسيطاً للاشخاص الذين يعانون من تلف الخلايا العصبية، وتخفيف معاناتهم بكل ما يمكن من ادوات تساعدهم على ان يعيشوا حياة طبيعية أو قريبة إلى الطبيعة، وتخفيف اثر تلف الخلايا العصبية مهما كان سبب التلف. خاصة وأن تلف الخلايا العصبية يكون لاسباب كثيرة ربما يكون اهمها الحوادث سواء حوادث السير أو غيرها. قام الأستاذ بونجر باستخدام جهاز كهربائي لمحاولة ترميم الخلايا العصبية. ويقول الدكتور بونجر بأنه ربما يمكن لجهاز كهربائي متطور أن يساعد في تحفيز عودة نمو الأعصاب الممزقة نتيجة تعرض النخاع الشوكي لأضرار. وربما من المقرر أن يشهد أحد مستشفيات العاصمة الايرلندية «دبلن»، اختيار أو حالة بشرية بهذا الجهاز الامريكي الصنع الذي يحمل اسم تراكسون. ويقول جراح المخ والاعصاب الذي يشرف على هذه الدراسة إنه تبين من تجارب سابقة أن الكلاب استعادت بعض الحركة في أجزائها السفلية وأن كثيراً منها استعاد التحكم بالمثانة. واعرب عن أمله في أنه حتى وإن لم يتسن للمرضى استعادة كامل حركتهم وشعورهم، فإنهم سيتمكنون على الأقل من التمتع بتلك الفوائد. يعمل الجهاز من منطلق أنه يمكن تحفيز الأعصاب على النمو بوتيرة أسرع وفي اتجاه معين اذا ما سرى فيها التيار الكهربائي. ويشار إلى أنه عندما يتقطع النخاع الشوكي بسبب حادث ما، فإن الأعصاب لا تحاول النمو من جديد إلا بطرق واتجاهات عشوائية، بحيث لا تعود إلى الاتصال مرة اخرى إلا في حالات قليلة للغاية. وتشمل العملية إدخال قطبين كهربائيين قرب مكان الاصابة في العمود الفقري، ثم يجري ربطهما بأسلاك تتصل بجهاز صغير بحجم الكف مثبت في عضلات بطن المصاب. ويقوم الجهاز لمدة عام بتوليد حقل كهربائي ضعيف للغاية لا يشعر به المصاب. وقال سياران بولجر، مدير قسم الاعصاب في مستشفى بومونت بدبلن، إنه يشعر بسعادة حقيقية تجاه الفوائد المحتملة التي سيجنيها المصابون. وأوضح أن الاسلوب المتبع مماثل لجهاز تنظيم نبضات القلب، لكنه ينتج طوال الوقت حقلاً كهربائياً ضعيفاً للغاية. واشار إلى أنه تسنى من خلال تجارب أجريت على فئران وقطط وكلاب استعادة نشاط المثانة وربما بعض النشاط الجنسي. واضاف قائلاً: بل إن بعض الكلاب تمكنت من تحريك أطرافها، لكنه اعترف بأنه لا يدري ما الذي سيحدث بالنسبة للانسان. وقال: لكن حتى وإن حصلنا على بعض النشاط في المثانة، فإن ذلك يعتبر مهماً للغاية إذا كان المرء مصاباً بشلل من العنق إلى اسفل الجسم. يذكر أن الاطباء عجزوا إلى حد الآن عن تقديم شيء يذكر لمن تعرضوا لإصابات خطيرة في النخاع الشوكي، وإن كان شخصاً من كل عشرة على الأقل سيحصل على بعض الحركة. وينتظر الأطباء حالياً وصول أول مصاب إلى مستشفى بومونت. وقال بولجير إنه لا بد أن يكون أول إنسان يخضع لهذه التجربة قد تعرض لإصابة ميؤوس منها، بحيث لا يمكن علاجه بطريقة غير هذه.