لم يكن تأهل فريق ريال مدريد الأسباني للمربع الذهبي لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم هو الحقيقة الوحيدة في مباراة الأمس بل أكد اللقاء على حقيقة مهمة وهي أن الريال بدون مهاجمه البرتغالي الفذ كريستيانو رونالدو يصبح كاليتيم الذي فقد أبويه أو الطائر الذي كسر جناحه حيث يفقد مصدر قوته الرئيسي. وأثارت مباراة الأمس الكثير من الشكوك حول مصير الريال في الموسم الحالي وما إذا كان قادرا على المنافسة إذا استمر غياب رونالدو عن مباريات الفريق بسبب الإصابة أو إذا تعرض لمزيد من الإصابات. وأصيب رونالدو خلال مباراة الذهاب أمام دورتموند الأربعاء الماضي وغاب عن مباراة الفريق في الدوري الأسباني مطلع الأسبوع الحالي حيث أكد مديره الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي أن غياب اللاعب لمنحه بعض الراحة فقط وليس للإصابة. لكن غياب رونالدو استمر في مباراة الأمس التي انتهت بفوز دورتموند 2/صفر على عكس كل التوقعات التي أشارت لعدم وجود صعوبة في عبور الريال لعقبة الفريق الألماني بعد الفوز على دورتموند 3/صفر ذهابا في الأسبوع الماضي. ورغم المعاناة الشديدة التي تعرض لها الريال ، لم يدفع به أنشيلوتي حتى في الشوط الثاني من اللقاء. واستطاع الريال تحقيق الفوز الكبير 4/صفر على ريال سوسييداد في الدوري الأسباني مطلع هذا الأسبوع في غياب رونالدو ولكن الحال انقلب تماما في لقاء الأمس وهو ما أثار الشكوك حول قدرة الفريق على اللعب الجيد وتحقيق نتيجة طيبة بدون رونالدو في مواجهة الفرق الكبيرة. ويمثل رونالدو حاليا حجر الزاوية في العروض القوية التي يقدمها الريال الذي افتقد قبل أي شيء في مباراة الأمس لعاملين مهمين هما جينات المنافسة والطموح العالي اللذين يتميز بهما رونالدو. وذكرت صحيفة "ماركا" الأسبانية الرياضية اليوم "كريستيانو رونالدو لم يلعب ولم ينتظر. لم يشارك حتى في اللحظات الحرجة عندما انهار الريال وكان بحاجة إلى العلاج الذي ربما لا يتواجد إلا لدى هذا النجم البرتغالي بقدراته المروعة والأهداف التي يسجلها والشخصية التي يتمتع بها". كما ذكرت صحيفة "آس" الأسبانية الرياضية أن ريال مدريد عانى "ارتباكا جماعيا أثر الأسى لغياب رونالدو الذي يلعب جيدا عندما يلعب الريال جيدا ويلعب بشكل أفضل إذا لعب الريال بشكل سيء". ولم يخرج رونالدو من مباراة الذهاب أمام دورتموند إلا بعدما شعر بعدم قدرته على تحمل آلام الإصابة حيث استرخى على الأرض مطالبا بتغييره في مشهد مفاجئ من هذا اللاعب الذي طالما أراد المشاركة في كل دقيقة من مباريات فريقه. وأشار البعض إلى أنه مصاب بإجهاد فقط ولكن الأيام مرت ولم يتدرب اللاعب مع باقي زملائه بالفريق وغاب عن قائمة الفريق لمباراة سوسييداد ليثور الجدل والشك حول حقيقة الإصابة خاصة مع ظهور تقارير "غير رسمية" تشير إلى أنه يعاني من آلام في الرباط الداخلي للركبة اليسرى. ورغم سفر اللاعب مع الفريق إلى دورتموند ، اقتصر دوره على تحفيز وتشجيع زملائه من فوق مقاعد البدلاء دون النزول للمستطيل الأخضر حتى عندما كان الفريق مهددا بالخروج من البطولة. والآن ، أصبح السر الذي يسعى الجميع لمعرفته هو طول المدة التي يحتاج رونالدو للعلاج والابتعاد عن الملعب خاصة مع اقتراب المراحل الأخيرة من الدوري الأسباني ودخول دوري أبطال أوروبا في المرحلة الحاسمة الصعبة إذافة للمباراة الصعبة التي ينتظرها الفريق أمام منافسه التقليدي العنيد برشلونة يوم الأربعاء المقبل في نهائي كأس ملك أسبانيا. ويشعر أنشيلوتي بالتفاؤل ، وقال "كريستيانو يتحسن. إذا كانت الإصابة كبيرة ، لم يكن ليجلس على مقاعد البدلاء وإلا أنها مجازفة" مشيرا إلى أن اللاعب حصل على راحة وربما يشارك أمام ألميريا يوم السبت المقبل. ويأمل مشجعو الريال في أن تكون تصريحات أنشيلوتي دقيقة تماما وأن يشارك اللاعب أمام ألميريا خاصة وأن لقاء دورتموند أمس أكد أن رونالدو هو المتنفس لآمال الفريق.