حذر مسؤول سعودي من معدل انتشار مرض الاكتئاب في السعودية, مؤكداً أن نسبة انتشاره مقاربة للمعدلات العالمية التي تصل إلى 15%, والرقم مرشح للزيادة, وأنه سيصبح الاضطراب الثاني للإعاقة والعجز. أوضح ذلك ل (عناوين) مدير عام الصحة النفسية والاجتماعية في وزارة الصحة الدكتور عبد الحميد الحبيب, وأضاف أن مرض الاكتئاب مرشح للزيادة بسبب الخوف من وصمة المرض في المجتمع السعودي والفهم الخاطئ له بسبب خصوصية المجتمع. وقال الحبيب: إن الدراسات الخليجية تؤكد أن 25% من مراجعي العيادات الأولية يعانون أعراض الاكتئاب والقلق, مشيراً إلى قلة الدراسات المحلية في هذا الجوانب التي تمنع من أعطاء أرقام ونسب تؤشر إلى مدى انتشاره في المجتمع السعودي. وأكد الحبيب أن ما ينفق على مداواة الأمراض النفسية ليس بالكبير, مشدداً على الحاجة الأكيدة إلى إنفاق أموال أكبر على البنية الأساسية للصحة النفسية في السعودية لرفع مستوى الخدمات المقدمة للمرضى, وللرغبة في تطوير العمل وآلياته عبر المشاريع البناءة, وللحد من انتشار الأمراض النفسية. من جهته قال أستاذ الصحة النفسية المساعد في كلية التربية في جامعة الطائف الدكتور عبد الرحمن بن عيد الجهني: إن مرض الاكتئاب يعد من أكثر الأمراض النفسية انتشارا في المجتمعات كافة, إلا أنه يزداد حدة في أوقات الأزمات الكبرى التي تمر بالمجتمع, مشيراً إلى أن بعض الأزمات الاقتصادية التي أصابت المجتمع السعودي في الآونة الأخيرة, ومنها الخسائر الجماعية التي مني بها كثير من الأفراد في سوق الأسهم, إضافة إلى المساهمات المتعثرة والنصب الجماعي الذي أفقد الكثير مدخراته، التي تزامنت مع ارتفاع وغلاء المعيشة؛ كل تلك الأمور أسهمت في زيادة نسبة الاكتئاب في السعودية. وأوضح الجهني أن بعض الدراسات أظهر أن نسبة الإصابة بمرض الاكتئاب هي واحد من كل عشرين شخصاً سنوياً، مبيناً أنه مرض شائع وتزداد نسبة إصابة الذكور به عن الإناث. وذكر الجهني أن الاكتئاب يصيب جميع الأعمار، ولكن الإصابة به تزداد في مرحلتين عمريتين: الأولى بين سن الأربعين والخمسين، والثانية بين سن الستين والسبعين. ويرى الجهني أن مرض الاكتئاب يقف خلف كثير من المشكلات والظواهر الاجتماعية التي أصيب بها المجتمع السعودي, ابتداء من زيادة نسب الطلاق التي وصلت إلى أعداد قياسية في بعض المدن، إلى مشكلة الإرهاب التي تخفي في مضمونها مشكلة الاكتئاب, التي يعاني منها بعض الشباب الذي يريد أن يتخلص من حياته بطريقة شرعية وبمكتسبات عالية، مرورا بحوادث هروب الفتيات وتعاطي المخدرات, وأخيرا بالانتحار الحقيقي للتخلص من الحياة مهما كان العقاب الأخروي.