دولة قطر من أحب الدول إلينا فقد كانت من الدول التي ساندتنا في تحرير الكويت من الغزو العراقي الغاشم وبذلت أموالها وارواح جنودها في سبيل رفع الظلم عن الكويت واهلها ولقد ضرب الشعب القطري اروع امثلة الكرم في ضيافتهم واستقبالهم للشعب الكويتي، فهذه المواقف الاخوية من قطر لن ننساها وسنظل نخبر أبناءنا جيلا بعد جيل عن الموقف الاخوي الاصيل لدولة قطر. اقول هذه المقدمة تزامنا مع قرار السعودية والبحرين والامارات سحب السفراء من قطر واظن ان هذا التصرف قد تأخر كثيرا لأني ارى ان سياسة دولة قطر تجمع بين المتناقضات وتتدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول – وهي في غنى عن ذلك – بل الادهى من ذلك تريد تصحيح مفاهيم الدول الحديثة ونشر الحرية وهي في حقيقتها مخالفة في تطبيق هذه المفاهيم، وسأذكر بالامثلة ما يوضح ذلك: أولا: دعم دولة قطر «الربيع العربي» المتمثل بازالة الحكام الحاليين واستبدالهم بما يختاره الشعب كما حصل في مصر واليمن وليبيا وغيرهم ودعمهم للمظاهرات والاضرابات التي حدثت في الكويت والسعودية وعمان والدعوة للتغيير!! وفي الجانب الآخر لم نر تلك المظاهرات والاضرابات في الدوحة مع انها مثل نهج حكام دول الخليج!! بل لا توجد فيها الحرية الكافية والديموقراطية التي تدعمها في «الربيع العربي» وتدندن حولها فأصبحت مثل الديك الذي يؤذن ولا يصلي!! ثانيا: نهج السياسة المتناقضة المتمثل بدعم الجماعات التي تنتسب الى الاسلام في دولهم فليس لقطر منهج واضح ومبدأ واحد في دعم تلك الجماعات ففي سورية تدعم جبهة النصرة وفي اليمن تدعم الحوثيين وبينهما بون شاسع في الفكر والاعتقاد والرؤية. وايضا من صور السياسة المتناقضة تبنيها ودفاعها عن القضية الفلسطينية في اعلامها المتمثل بقناة الجزيرة وهرولة مسؤولين من الدوحة الى «تل أبيب» وتقوية العلاقة بينهما بطرق تحوم حولها علامات استفهام كثيرة!! فقطر ليست بالدولة التي تحمل هموم المسلمين المستضعفين وليس فكرها اسلاميا حتى تستقطب الاخوان المسلمين حولها والتي تدعمهم في اماكن، وفي اماكن اخرى تحاربهم فعلى سبيل المثال الجماعة السائدة والمنتشرة في قطر ليست الاخوان المسلمين بل جماعة التبليغ!! ثالثا: التدخل في شؤون الاخرين بل محاولة الزعزعة في كيانها الداخلي، ففي الكويت اطلقت العنان لقناة الجزيرة لاستقبال فلول نظام صدام حسين لبث حقدهم على اهل الكويت حكاما ومحكومين ناهيك عن تمويلها الحوثيين لضرب السعودية ودعمها للاحزاب الشيعية المتطرفة كما في حادث مقتل الضابطين البحرينيين والاماراتي ومحاولتها دعم المعارضة في الامارات وكذلك في عمان ولم تكتف بذلك بل وصل تدخلها في سيادة ليبيا ما بعد الثورة وحتى المملكة المغربية لم تسلم من تدخلاتها، وفي الجانب الآخر.. نتمنى من قطر التدخل في الشؤون الداخلية لدول مثل ايران واسرائيل ولكن في حقيقة الامر نعلم استحالة تدخل قطر في تلك الدولتين وهذا هو مكمن الخطر!! رابعا: استقطاب واستخدام بعض المجاميع المشبوهة لارساء ثقافة الفوضى في دول الخليج مثل «اكاديمية التغيير» ومديرها «هشام مرسي» وهو مقيم في قطر فهذه المجاميع المشبوهة تدرب كوادرها وهم من بعض ابناء دول الخليج على ثقافة الفوضى وكيفية نشرها في دولهم. فهذه.. بعض الامثلة التي نستخلص منها ان قطر ارتقت مرتقى صعبا يشوبه الكثير من التناقض في نهجها وسياستها الخليجية والخارجية ونخشى في نهاية الامر ان تكون ورقة يديرها من لا يريد الخير والامان والاستقرار للخليج واهله.. والله خير حافظا وهو ارحم الراحمين.