احترامنا وحبنا لقطر شعبا وحكاماً امر مفروغ منه بل لا نبالغ ان دور الشريك المخالف في اي منظومة يعزز من قيمة القرار الصادر منها كونه كان وليد تقريب في وجهات النظر لا وليد رؤية احادية وبالتالي سيكون القرار لو أتي من خلال تقريب ما بين وجهات نظر متخالفة قرارا يتعدى تبعات الزمن من تغير الشخوص الموجودين على رأس المنظومة. قطر كانت الشريك المخالف في منظمة مجلس التعاون لكنها اليوم اصبحت وللأسف مثل الشريك المخرب حسب آراء بعض الدول الاعضاء. دعونا هنا نستدعي اولا التاريخ حتى نرى فيما ان موقف قطر مبدئي وله وجاهة ام موقف مبني على التخريب تجاه الاشقاء والمثال هنا ينطلق من بوق الحكومة القطرية قناة الجزيرة. القناة مملوكة بالكامل للحكومة القطرية ومن الطبيعي الافتراض انها تمثل وجهة النظر الرسمية القطرية ودعك من نكتة حرية المؤسسة في نقل المعلومة فهل تجرؤ الجزيرة مثلا على نقل بعض الاخبار الخاصة القطرية ورصد التحليلات وبرنامج الاتجاه المعاكس لها مثلا؟ طبيعي لو نقول بالمشمش. نعود لتوجه الجزيرة مثلا ضد الكويت ونستذكر كلمة الراحل الاجمل الدكتور احمد الربعي في القناة نفسها حين قال لو انتهى خلاف الكويتوالعراق راح تغلق الجزيرة. انتهى خلاف العراقوالكويت بسقوط صدام ولكن الجزيرة توجهت لخلاف آخر، وليلاحظ اخوان الكويت هنا والمهتمون بالدفاع عن الموقف القطري فجأة ان قطر كانت الراعي الرسمي للبعثيين اعلاميا واحتضنت منهم الكثيرين كعبدالباري عطوان والمسفر وآخرين لم تسعفني الذاكرة في اسمائهم. قطر استعرضت وجهة نظر صدام من خلال هؤلاء وقطر خرجت منها الطائرات الحربية التي دكت بغداد في حرب اسقاط صدام. الجزيرة أو قطر صارت المنصة الاعلامية للقاعدة ومنها خرجت دعوات بن لادن بخروج القوات الامريكية من السعودية وخرجت فعلا القوات لتحل في قطر وعبر اكبر قاعدتين في العالم. حزب الله وعبر زعيمه السيد حسن نصرالله اشاد في وقت ما بالدعم القطري وقطر توسطت التحالف السوري مع ايران وحزب الله. اليوم قطر بعد جماعة البعث وحزب الله صارت قبلة الاخوان؟ لنفترض هنا ان موقف قطر من دعم الاخوان موقف مبدئي أين هذا الموقف مثلا قبل عشرين عاما؟ اليوم قطر ليست ضد السعودية اوالبحرين اوالامارات، قطر اليوم ضد نفسها، زيارات بعض النواب السابقين والمتكررة هنا عندنا في الكويتلقطر ما القصد منها، استفزاز النظام عندنا؟؟ لأننا نعلم ان الزيارة لم تكن بغرض السياحة والتعرف على معالم الدولة. الحادثة الارهابية الاخيرة في البحرين وصلت بخيوطها لحد الانفجار عند الاخوة في البحرين والسعودية والامارات ونحن هنا نقول ان دبلوماسية الجيل السابق من الحكام لن تجديها مع صقور الحكم الخليجي القادم كولي عهد أبوظبي ووزير داخلية السعودية وولي عهد البحرين وهم يمسكون على حكم استقر مئات من السنين امام عواصف تريد ان تحفر من الداخل بشكل لم يمر على المنطقة من قبل. بالأمس تم استفزاز السعودية بالقاعدة واليوم بدعم الحوثيين ويتم استفزاز الاماراتيين بالاخوان واستغلال ما يحصل بالبحرين ثم الحوار مع نواب سابقين لهم اجندات ارادت ومن خلال بدايات الربيع العربي ان تستورده للكويت بحثا عن ساعة صفر ما وبحكمة اميرنا تجاوزنا المؤامرة. ان الصقور تنشب مخالبها عندما ترى من يحاول هز أعشاشها.
المحامي نواف سليمان الفزيع نقلا عن صحيفة (الوطن) الكويتية