أعلنت جماعة "قاعدة الجهاد" عدم صلتها بجماعة "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، المعروفة باسم "داعش"، والتي تخوض معارك ضد فصائل مسلحة أخرى من المعارضة السورية، والتي تواجه اتهامات بارتكاب "فظائع" بالمناطق التي تسيطر عليها في سوريا. وشنت جماعة قاعدة الجهاد هجوماً حاداً على "داعش"، حيث ذكرت في بيان الاثنين، أنها "لم تُخطر بإنشائها، ولم تستأمر فيها ولم تُستشر، ولم ترضها، بل أمرت بوقف العمل بها"، وتابع أنها "ليست فرعاً من جماعة قاعدة الجهاد، ولا تربطها بها علاقة تنظيمية، وليست الجماعة مسؤولة عن تصرفاتها."
وشددت القاعدة، في بيان نُشر على عدد من المواقع الجهادية، على أن أفرع الجماعة هي التي تعلنها القيادة العامة للجماعة، وتعترف بها، في وقت أكدت في بيانها على "ولائنا ومحبتنا وتأييدنا لكل مجاهد، وحرصنا على الإخوة بين المسلمين والمجاهدين."
وأكدت القاعدة حرصها على "تخليص العمل الجهادي من المخالفات والتصرفات المضرة"، و"البراءة من أي تصرف ينشأ عنه ظلم ينال مجاهداً، أو مسلماً، أو غير مسلم" ، معتبرةً أن "الحرص على حشد الأمة حول القضايا الرئيسية"، هو منهج زعيم التنظيم الراحل، أسامة بن لادن.
وتبرأت القاعدة مما وصفتها ب"الفتنة" التي تحدث في الشام، وقالت: "إننا نبرأ من الدماء المحرمة التي سفكت فيها من أي طرف كان، وندعو الجميع لأن يتقوا الله، ويدركوا عظم المسؤولية الملقاة عليهم، وفداحة الكارثة التي أصابت الجهاد في الشام، ومستقبل الأمة المسلمة بالفتنة التي خاضوا فيها."
يأتي بيان تنظيم القاعدة بعد أكثر من شهر من القتال بين جماعة "داعش" ومسلحي جماعات إسلامية أخرى في شرق وشمال سوريا، أسفر عن سقوط ما يزيد على 1747 قتيلاً، وفق تقديرات "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، رغم أن التقديرات الحقيقية للضحايا ربما تفوق ذلك العدد بكثير.
وفي الآونة الأخيرة، استهدف مقاتلو "داعش" عدداً من قيادات جماعات المعارضة الأخرى، في وقت يخوض فيه الجانبان مباحثات تهدف إلى التوصل لاتفاق ينهي المعارك بينها، وتوحيد صفوفهم ضد القوات الحكومية، الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد.