رغم الجوانب الإيجابية الكثيرة في قضية تصحيح أوضاع المخالفين في السعودية، لكن ذلك لم يمنع من وجود تداعيات سلبية في الجانب الآخر، حيث أغلقت العديد من المحال في كثير من المناطق بعد رحيل مئات الآلاف من العمالة. ولعل "الخبز" لم يسلم هو الآخر من تداعيات مهلة التصحيح، فقد امتدت تلك التداعيات على منشآت القطاع الخاص إلى قطاع المخابز، إذ أغلقت 50% من إجمالي عدد المخابز المتوسطة في منطقة مكةالمكرمة أبوابها بسبب الخوف من حملات التفتيش، خصوصاً أن تلك المخابز لم تصحح أوضاع عمالها، وفقا لصحيفة الحياة. وفي المقابل، زاد الطلب على الخبز في المخابز النظامية في مكةالمكرمة في شكل كبير، ما اضطر تلك المخابز إلى زيادة إنتاجها بنسبة 50% لتعويض نقص إنتاج المخابز التي أغلقت أبوابها. كما توافر الدقيق في الأسواق نتيجة اختفاء عمليات تهريب الدقيق التي كانت تتم إلى المخابز غير الرسمية. وكشف عضو في غرفة التجارة في مكةالمكرمة رفض الإفصاح عن اسمه عن أن 50% من إجمالي عدد المخابز المتوسطة في منطقة مكةالمكرمة أغلقت أبوابها بسبب الخوف من إجراءات وزارتي العمل والداخلية المتعلقة بتصحيح أوضاع العمال المخالفين، وحملات التفتيش التي تستهدف منشآت القطاع الخاص ومنها المخابز. وقال إن العمال في المخابز الصغيرة يحملون مسميات مهنية مختلفة مثل صانع حلوى وفران وخباز وعجان، وجلها تصب في عمل واحد، إلا أن المعلومات التي يملكها أصحاب المخابز هي وجوب حمل العمال مسميات مهنية تتطابق في شكل تام مع ما ينفذونه من عمل. وأوضح مالك إحدى مؤسسات المخابز الكبرى في مكةالمكرمة تركي بدر أن عمليات ترحيل العمال المخالفين لأنظمة الإقامة ساهمت في شكل كبير في زيادة إنتاج المخابز النظامية بنسبة تصل إلى أكثر من 50%،