الدكتور عبداللطيف آل الشيخ.. الرجل الواضح في أفكاره والمستقيم في نواياه والجريء الأول الذي مارس بموضوعية وعبر ضرورة لابد منها.. المساعي.. لأول مرة.. في تعديل أوضاع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. والأهم من ذلك إخراجها من عزلتها.. وأعرف شخصياً أنه منذ وقت ليس بالطويل تعرّض لمضايقات ومحاولات رفض لأفكاره وأنظمته من قبل من هم مستفيدون من عزلة وجودهم.. الحقيقة الموجودة في ذهن كل مواطن أن التدخل في تعديل أوضاع الهيئة أمر هو ضرورة دينية وضرورة وطنية، لأنه لا يجوز أن يتواصل ما يحدث، وأن يكون مجتمعنا بمختلف فئاته ومختلف مواقع معيشته مرّ بمراحل تطوير وجهود تصحيح لكثير من المفاهيم التي كانت في الماضي بعيدة عن التطور الحضاري السائد في مجتمعات العالم..
طلبتنا.. شبابنا.. مختلف مسؤوليات إدارات الاقتصاد والتعليم وتقارب العلاقات الاجتماعية وبذل مساعي التفهم ثم التعامل مع جزالة ما حققته شعوب عديدة من ارتفاع لواقع الحضارات والاقتصاد وجزالة الجهود..
هيئة الأمر بالمعروف ومنذ عشرات السنين لم تتعرض لأي تغيير في واقع عزلتها وخصوصية مفاهيمها، كما لو كانت تباشر إسلاماً خاصاً وتعمل على تصحيح إسلام غيرها.. وهذا غير صحيح.. على سبيل المثال لو تأملنا مفاهيم أبناء دراسة ثانوية أو أبناء بدايات نمو اقتصادي سنجد أن هؤلاء، وهم من ينطلقون في مرحلة بدايات، ومع ذلك فهم أرقى تفهّماً ووعياً بحقائق جزالة الإسلام.. جزالة إنسانية تعامل النبي صلى الله عليه وسلم وبراعة مواقف عمر بن الخطاب.. ومع ذلك فإن ما يحاولون أن ينفّذ ليس إلا عزلة تعصّب حدث أن انتهت بواقع مآسٍ مخيفة.. لكن لم يكن أحد يجرؤ أن يتدخل أو يعترض.. بل أيضاً كثيرون لا يعرفون جيداً طبيعة أوضاع الهيئة من داخلها.. وهل كل من يمارسون النشاط هم من تم اختيارهم عبر جزالة وعيهم وتعليمهم أم أن هناك من يختلطون بين أرقام المجموع، كما لو كانوا فئة قد تم اختيارها لأنها أقرب إلى الإسلام من غيرها..
نحن نعتز، بل ونفخر، بأننا مجتمع تتوفر فيه جزالة الأخلاق والوعي والالتزام الجماعي بنزاهة أخلاقيات السلوك والتعامل سواء كنت أعني في ذلك الرجل أو المرأة.. الكل تطور في مفاهيم حياته سواء عبر التربية أو عبر التعليم أو جزالة تنوّع الثقافة.. هيئة الأمر بالمعروف وحدها التي ظلت سنوات طويلة مجهولة خصوصيات حضورها ومستوى تعليمها..
إن المطاردات لمسلمين ليست مسؤولية خصوصية لأحد إلا لأجهزة الأمن المختصة متى أصبحت هناك شواهد إدانة.. وبدون الوصول إلى ما حدث مؤخراً.. إنك تستغرب جداً إذا حدث وحضرت مناسبة احتفال من مختلف التنوّعات الاجتماعية في سوق تجاري أو مواقع مختصة بذلك، ثم تجد أن هناك فريقاً من الهيئة يراقب ما يحدث، مما يجعل المرأة مثلاً معزولة في الواقع من عضوية مجتمعها خارج بيتها..