شن رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الداعية المصري الدكتور يوسف القرضاوي هجوما شديدا على بعض الفضائيات الدينية ،التي حملها مسؤولية " فوضى الفتاوى " التي تثير الجدل بين الحين والأخر . وأبدى القرضاوي، خلال أمسية نظمتها نقابة الصحفيين المصريين مساء الأربعاء 19/8/2009 انزعاجه من الفضائيات التي " أتاحت الفرصة لكل من هب ودب ليرتدي الفرصة لارتداء ثوب المفتي "، واصفا هذه الفضائيات ب "الفتنة "ومستنكرا في الوقت ذاته تجرؤ شباب، لم يقرأ في الدين سوى كتاب أوكتابين على وضع نفسه في مقام العلماء. واشترط القرضاوي على برامج الفتاوى المباشرة أن تقتصر على موضوع واحد ولا تستغل آفة المستمعين الذين لا يستطيعون التفرقة بين اختصاصات العلماء، فربما كان الجالس خطيبا يلهب مشاعر الناس بأسلوبه الوعظي وبلاغته الفائقة ، لكنه لا يفهم شيئا عن الفقه وأصوله.. و في الشأن السياسي اعتبر القرضاوي أن ما يقال عن خطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للسلام مبالغ فيه ، فالمطروح لا يتجاوز الدعاوي . وجدد القرضاوي التأكيد على موقفه الرافض للتطبيع مع العدو الإسرائيلي ، معربا عن استنكاره بأن يحصل الفلسطينيون على حقهم ب"الشحاتة ". وقال: " من يزعم أن الإستقلال مجرد منحة لا يفهم شيئا " وعلى صعيد آخر أكد –القرضاوي –على أن الحرية عنده بالنسبة للشعوب مقدمة على تطبيق الشريعة الإسلامية. وبحسب قوله فان الشعوب في حاجة إلى الحرية أولا فإذا هي أرادت تطبيق الشريعة الإسلامية فلتطبقها ، وإذا هي عارضت يمكن تعليمها وتهيئتها لقبول الشريعة . وذكر القرضاوي أن الحرية والشورى المعبر عنها ب"الديمقراطية"عند الغرب إنما هي ضمان حريات المواطنين والتي تأتي في حرية تكوين الأحزاب وحرية الصحافة وحرية العقيدة وهي أشيا بمثابة الركائز الأساسية لتقدم المجتمعات. وردا على من يقول ان الديمقراطية بدعة ولا وجود لها في الإسلام ، قال القرضاوي: " إنما هي بدعة حسنة " ، مؤكدا أن الأصل في أمور الدنيا الابتداع بينما الأصل في أمور الدين هو الإتباع غير أن المسلمين والعرب يفعلون عكس ذلك. وعلى هامش الأمسية، صرح القرضاوي ل (عناوين) بانه يعتزم تقديم برنامجا يوميا رمضانيا على قناة "أنا" الفضائية تحت مسمى ( فقه الحياة) ، مشيرا إلى إن البرنامج يهدف إلى الربط بين الدين والحياة رغم كل محاولات الفصل بينهما .