أكّد العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، على حق المسلمات في ارتداء النقاب، معربًا عن استغرابه من منع النقاب بينما لا يتم منع الملابس الخليعة التي انتشرت في الفترة الأخيرة. وأوضح الشيخ القرضاوي في حلقة برنامج "الشريعة والحياة" على فضائية الجزيرة تحت عنوان "الاستبداد الديني" أن النقاب في حد ذاته لا يُعد فريضة إسلامية، مؤكدًا في نفس الوقت على "حق المرأة الشخصي والديني في تغطية وجهها". وأوضح القرضاوي أن النقاب حق للمرأة المسلمة خصوصًا إذا رأت أنه واجب عليها إذا أخذت بالرأي الذي يقول بوجوب تغطية الوجه فلا نستطيع أن نفرض عليها أن تخالف أمرًا تعتقد بوجوبه شرعًا. وتساءل مستنكرًا الحملة التي تستهدف النقاب حاليًا: "إذا كنا نمنع الفتيات من لبس النقاب، فلماذا لا نمنع من يلبسن الميني الجيب والميكروجيب (التنورة القصيرة) والملابس العارية؟!". لافتًا إلى أن الحملة التي وصفها ب"العلمانية" تتعارض مع قيمة الحرية الشخصية التي ينادي بها العلمانيون دومًا، على حد قوله. ولفت د. القرضاوي إلى أن هناك كثيرًا من العلماء يقولون بوجوب النقاب، ومنهم من يقول باستحبابه، ومنهم من يربط وجوبه بكون المرأة فاتنة الجمال. وحذر د. القرضاوي من قول البعض إن النقاب لا أصل له في الدين، مشددًا على أن "هذا الكلام غير صحيح ولا يتفق مع الكثير مما ورد عن الشافعية والحنابلة من وجوب تغطية الوجه"، حسب تعبيره. ورغم نقده الشديد للحملة التي استهدفت النقاب في الآونة الأخيرة أبدى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين اتفاقه مع شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي في مطالبته الطالبات في المعاهد الدينية بخلع النقاب داخل الفصول الدراسية، حيث لا يوجد بها رجال. يُذكر أن د. القرضاوي كان على رأس الرافضين لموقف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المانع للنقاب في فرنسا، وطالب بمساواة المسلمة بمن سواها في أن تلبس ما تشاء وفق مبدأ الحرية الشخصية الذي قامت عليه الثورة الفرنسية.