سخر البحارة العرب الرياح الموسمية على مدى قرون طويلة، لمساعدتهم على نقل بضائعهم بين شرق أفريقيا والشرق الأوسط، حيث أدت عمليات نقل منتجات مثل الذهب والتمور والعاج، وحتى العبيد، إلى امتزاج بين الثقافات العربية والأفريقية، فضلاً عن ازدهار حركة التجارة. وعن ذلك يقول وزير الاقتصاد بدولة الإمارات العربية المتحدة، سلطان المنصوري، في مقابلة مع الزميل جون دفتريوس، على شبكة CNN، إنه "على مدار من 40 إلى 50 عاماً الماضية، خسرنا تلك الصلة الوثيقة مع شرق القارة الأفريقية.. ولكن الآن القضية لم تقتصر فقط على شرق القارة أفريقيا، بل كل قارة أفريقيا." وأضاف الوزير الإماراتي قائلاً: لقد خسرنا فرصة حقيقية لإقامة شراكة تجارية قوية، وفرصة فهم اللغات والاقتصادات الأفريقية، والتعرف على الآفاق المحتملة للاستثمار في القارة الأفريقية." وفيما تشير تقديرات رسمية إلى أن قيمة الاستثمارات التي تدفقت عبر مختلف أنحاء العالم، خلال العام 2011، بلغت نحو 1.5 تريليون دولار، فإن نسبة مساهمة الاستثمارات التي شهدتها القارة السوداء، لا تتجاوز 3 في المائة فقط. وبحسب المنصوري فإن القارة الأفريقية يمكن أن تكون أحد أكثر المراكز جذباً للاستثمار في العالم، حيث تتوافر بها مساحات شاسعة من الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة، والموارد الطبيعية، بالإضافة إلى احتوائها ما تصل نسبته إلى 10 في المائة من مصادر النفط والغاز في العالم. وقال إنها "قارة ضخمة تتمتع بفرص هائلة، إنها المستقبل بعينه.. وبالطبع فإن أهم أمر هنا هو أن قيادات القارة الأفريقية يجب أن يعترفوا بأهمية إحداث تغيير في أفريقيا." ورغم التحسن النسبي الذي شهدته القارة الأفريقية خلال السنوات الأخيرة، فإن تفشي الفساد يقف عائقاَ أمام تدفق المزيد من الاستثمارات. وقال المنصوري في هذا الصدد: "لدينا أيضاً بعض الصعوبات، نقوم بالاستثمار في العديد من القطاعات، من الاتصالات إلى الزراعة والبنية التحتية والموانئ وغيرها.. ولكننا أيضاً نواجه بعض المشكلات التي تتعلق بالقوانين والإجراءات، والتي لا توفر لنا الحماية الكافية." وتابع بقوله: "قادة القارة الأفريقية يجب عليهم أن يقدموا ضمانات بالتزامات واضحة، كما أن عليهم أن يقوموا بإجراء التغييرات الإيجابية المطلوبة في بلدانهم." وعن الدور الذي يمكن أن تقوم به كبرى شركات الطيران في دول الخليج، مثل طيران الإمارات، أو الاتحاد، أو الخطوط القطرية، في تعزيز التبادل التجاري مرة أخرى مع أفريقيا، قال الوزير الإماراتي إن قطاع النقل الجوي فتح بالفعل أبواباً واسعة أمام قطاع الأعمال والاستثمار بعدد من دول القارة. ورداً على سؤال عن كيفية تغيير نظرة البعض إلى رجال الأعمال الخليجيين بأنهم يرغبون في الاستحواذ على أراض بالقارة الأفريقية، شدد المنصوري على أن "ذلك ليس صحيحاً على الإطلاق.. يجب عليهم أن يدركوا ذلك، وعندما نذهب إلى هناك فإن الغرض هو تحقيق مكاسب مشتركة."