فرض التعادل الإيجابي نفسه على لقاء كلاسيكو الدوري الألماني بين بورسيا دروتموند وبايرين ميونيخ بنتيجة 1-1 في اللقاء الذي جمع بينهما مساء اليوم على إستاد سيجنال إيدونا بارك بمدينة دورتموند، ضمن منافسات الجولة الجولة الثانية والثلاثين من دوري البوندزليجا، والذي فاز بلقبه مبكرا زعيم الكرة الألمانية بايرن ميونيح، وذلك في تجربة رسمية وقوية لمواجهة الفريقين المنتظرة على إستاد ويمبلي بالعاصمة الإنجليزية لندن يوم 25 مايو الجاري في نهائي دوري أبطال أوروبا واللذين تأهلا إليه بجدارة على حساب ريال مدريد وبرشلونة الأسبانيين. أصحاب الأرض، تقدموا مبكرا عن طريق كيفين جرويتس (11) وتعادل ماريو جوميز للضيوف في (23)، واهدر النجم ليفاندوفسكي ركلة جزاء لدورتموند في الشوط الثاني أبعدها الحارس نوير ببراعة، وزدادت حرارة اللقاء في الشوط الثاني بشكل كبير نتج عنه طرد رافينها لاعب بايرن ميونيخ في الدقيقة 63. ورغم أن نتيجة لم تكن مؤثرة بحال من الأحوال على ترتيب الفريقين في دوري البوندزليجا المنتهي، إنما كان التأثير كله منصب على قيمة هذه المواجهة التي جاءت بمثابة تجربة ساخنة قبل النهائي المرتقب الأوروبي المنتظر، ورغم نتيجة التعادل إلا أن الأفضلية كانت لمصلحة دورتموند المتفوق أغلب الوقت، والذي كان يمكنه تحقيق الفوز لو استغل ركلة الجزاء التي اهدرها ليفاندوفسكي، أو النقص العددي في صفوف منافسة بعد طرد رافينها. المباراة جاءت مفتوحة من الفريقين ، وخاضها بدون أي ضغوطات، لرغبة مدربا الفريقين جورجين كلوب مع دورتموند وبوب هاينكس مع البايرن، في عدم تحميل لاعبيهم أعباء نفسية أو بدنية لا مبرر ولا عائد من ورائها. ومن هذا المنطلق خاض كل فريق المباراة، في ظل غياب عدد من أبرز عناصره الآساسية، وبشكل أوضح في صفوف البايرن، فغاب أرين روبن وفرانك ريبيري وفرانك لام، وباستيان وشفاينشتايجر، في حين غاب في دورتموند ماريو جوتسه. الشوط أتسم بالسرعة الشديد من الفريقين، والرغبة في تحقيق فوز يعزز من معنويات الفريق قبل مواجهة منافسه في النهائي الأوروبي، وأن كان اللعب النظيف سمة واضحة للاعبين خلال هذا الشوط، في رغبة للحفاظ على حظوظهم في المشاركة بالمواجهة المقبلة. البداية كانت لدورتموند الذي فرض سيطرته سريعا على مجريات اللقاء، ومن هجمة سريعة منظمة قادها جاكوب من جهة اليسار على حدود منطقة جزاء بايرن، لعبها بالمقاس إلى أقصى اليمين، إلى القادم دون مراقبة كيفين جرويتس الذي سددها ببراعة في سقف شباك الحارس نوير، محرزا هدف أصحاب الأرض الأول في الدقيقة 11. حاول بايرن ميونيخ استعادة كبريائه، ولكن وضح عدم التفاهم بين لاعبيه جوستافو وبيزارو الابا وشاكيري وجوميز في المقدمة، زمع هذا نجح جوميز مستغلا قدرته على الهروب من المراوغة في لإقتناص كرة عرضية من الظهير الأيمن رافينها سددها بسهولة على يسار ويدينفيلير حارس دورتموند مسجلا هدف بايرين الأول ق23. وفي ظل حالة الإستعراضية التي إنتابت اللاعبين هنا وهناك، إهدرت عدة فرصة محققة للتهديف على مرمى الفريقين، كان أبرزها إنفراد تام للنجم ليفاندوفسكي مهاجم دورتموند الذي راوغ ثلاث مدافعين لبايرن داخل منطقة الجزاء وتقدم وسدد في جسد الحارس نوير مهدار أخطر فرص فريقه ( ق31). نفس الفرصة تقريبا إتيحت لجوميز في الجهة الأخرى، الذي تقدم وراوغ المدافع ولكنه سدد في قدم الحارس المتقدم ويدينفيليد لتضيع فرصة جديدة لبايرين ( ق44). أستمر الحال على ماهو عليه في الشوط الثاني هجوم سريع ومتبادل من الفريقين، وإهدار غريب لفرص شبه محققة، إلا أن نجح دورتموند في الحصول على ركلة جزاء نتيجة لمس الكرة ليد مدافع بايرين، ليتقدم ليفاندوفسكي ويسددها في الزاوية اليسرى لكن نوير يتألق ويبعدها عن مرمها ببراعة. على عكس الشوط الاول، انقلبت الروح الرياضية إلى توتر وسخونة بين اللاعبين، وتحول العب النظيف إلى خشونة وتعمد العنف، ونتج عنه طرد رافينها لحصوله البطاقة الصفراء الثانية بعد تعديه بالضرب على جاكوب، قبل أن ينتقل هذا التوتر إلى مقاعد الجهاز الفني للفريقين، بعدما حدث تلاسن بين رافينها ووكلوب مدرب دورتموند، ويتدخل حكم اللقاء محذرا الجانبين قبل استخدام المزيد من البطاقات. حاول دورتموند إستثمار تفوقه العددي، فدفع كلوب بمهاجم جديد هو ماركو ريوس بدلا من سباستيان كيل، في الوقت الذي حاول هاينكيس الحفاظ على قوام فريقه بعد الطرد فدفع بإيمري بدلا من المهاجم جوميز، وتبعها بالزج بتوماس مولر بدلا من بيتزارو. وانحصر اللعب نسبيا في وسط الملعب، وأن ظلت الغلبة لصالح دورتموند مع محاولات قليلة من بايرن، كما زادت الإحتكاكات بين اللاعبين، بشكل ينبيء بمواجهة ساخنة على إستاد ويمبلي. ووقف الحارس المتألق مايكل نوير صدا منيعا أمام هجمات دورتموند، وانقذ عدة هجمات خطيرة كان أبرزها إنفراد من شيبر في الدقيقة 87، لتنتهي المباراة بتعادل الإيجابي معبر عن طموحات الفريقين في النهائي الأوروبي المنتظر.