في الثالث عشر من أكتوبر/تشرين الأول عام 1925، رأت مارغريت هيلدا روبرتس النور في منزل يقع فوق محلة بقالة يملكه والدها. جدها من ناحية والدها ذو أصول ويلزية، وكان إسكافيا، أما جدها الثاني فكان من أصول إيرلندية ويعمل في سكك الحديد، وورثت عنهما موهبتين: النقاش والصدام. أما من ناحية والدتها وخالتها فقد ورثت دروس البيانو والقراءة وحضور قداس الأحد. لكن بصمات والدها كانت أوضح وهو الذي عرف بعشقه للعمل العمومي والالتزام، وهو ما أهلها للحصول على شهادتين واحدة في الآداب والثانية في الكيمياء. وشاركت تاتشر بجمعية محلية لحزب المحافظين، وبعد فترة قصيرة تم اختيارها لتكون مرشحة للحزب بدارتفورد لخوض الانتخابات البرلمانية وفازت بمقعد في مجلس العموم داخل دائرة ظلت دائما معقلا لحزب العمال المنافس. بعد فوز حزب المحافظين بزعامة إدوارد هيث بانتخابات سنة 1970، تم اختيار مارغريت تاتشر وزيرة الدولة في التربية والعلوم. تمكنت من فرض سياستها الخاصة في تدبير ميزانية الوزارة، وكانت المسؤولة عن سحب توزيع الحليب المجاني بالمدارس، وهو القرار الذي خلف سخطا شعبيا وهو ما تداركته بسرعة برفضها فرض رسوم على كتب الخزانات المدرسية. كان عام 1975 مفصليا في حياة تاتشر باختيارها أول رئيسة للحزب في التاريخ البريطاني، ولم تمض سوى أربع سنوات حتى تولت رئاسة الوزراء، وسط ما يشبه الشلل الذي أصاب الاقتصاد البريطاني لكنها نجحت بتأميم بعض ممتلكات بريطانيا النفطية في الثمانينيات وهو ما عد مثالا لدى بلدان عديدة في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. ولم يخف خصومها إعجابهم بها، وهو ما شجعها لاحقا على كبح جماح سلطة الاتحادات والنقابات، كما قادت بلادها ضد الأرجنتين عام 1982 في حرب جزر فوكلاند الخاضعة للإدارة البريطانية والواقعة في جنوب المحيط الأطلسي وأعادتها إلى التاج البريطاني، مما عزز من موقع بريطانيا في العالم. وبرزت لاحقا بقيادتها حملة دبلوماسية نشطة أسست بها عقدا استراتيجيا مع الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان مؤذنة بكتابة سطر النهاية للحرب الباردة حيث عدت المدمرة الأولى للاتحاد السوفييتي السابق، والمعجلة بانهيار المعسكر الشرقي. إثر ذلك انطوت المرأة الحديدية وبدأت تصارع في السنوات الأخيرة المرض إلى أن باتت عاجزة عن تحريك فنجان شاي، وهو ما كان إيذانا بانطفاء شمعة واحدة من أشهر نساء التاريخ.