تأهل باريس سان جيرمان إلى ربع نهائي بعد أن تعادل على أرضه وأمام جمهوره أمام فالنسيا بهدف لمثله في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا على ملعب حديقة الأمراء بعد أن انتهى الذهاب بتفوق الباريسيين بهدفين لهدف. ودخل فالنسيا اللقاء بعزيمة كبيرة من أجل تحقيق عودة تاريخية تؤهله لربع نهائي دوري أبطال أوروبا، خاصة وأن تاريخه مع الفرق الفرنسية جيد جدًا، في الوقت الذي عمل فيه باريس سان جيرمان على تأمين عبوره إلى الدوري الموالي بأقل مجهود ممكن بعد أن حقق نتيجة "رائعة" خارج أرضه بالتفوق بهدفين لهدف.
وبدا مع بداية المباراة أن الكرة ستكون في حوزة الزوار الذين حاولوا مباغتة رجال كارلو أنشيلوتي مع بداية المباراة، إلا أنهم اصطدموا بفريق منظم بامتياز من الناحية التكتيكية، وهو ما أعطى ندرة كبيرة في الفرص خلال النصف الأول من اللقاء. ففي الوقت الذي عمل فيه فالنسيا على البحث عن افتتاح التسجيل عن طريق بناء الهجمات انطلاقًا من خط الدفاع، انتظر أصحاب الأرض خصمهم في مناطقهم الخلقية واعتمدوا على المرتدات السريعة.
وجاءت أول هجمة تستحق الذكر في الدقيقة العاشرة عن طريق البرازيلي المتألق لوكاس مورا الذي سدد كرة قوية من الجهة اليسرى فمرت كرته محاذية للمرمى. رد فالنسيا جاء في الدقيقة ال15 عن طريق نجمه روبيرتو سولدادو الذي استغل كرة ثنائية بين وبينه زميله البرازيلي جوناس، فانفرد بالحارس سيريجو وسدد كرة لم تكن قوية بما فيه الكفاية للتفوق على حارس الفرنسيين.
ودخلت المباراة في نسق عقيم جدًا من جانب فالنسيا بعد ذلك، فالفريق الاسباني احتكر الكرة، لكن دون أن يتمكن من فك شفرة دفاع أثرياء باريس، فكان الحال أمامه هو الاعتماد على التسديد من بعيد، وهو ما لم يقلق راحة أصحاب الأرض الذين قاموا ببعض الحملات المرتدة، والتي كانت أخطرها في الدقيقة 33 عن طريق باستوري الذي انطلق يسارًا ومرر كرة عرضية أرضية خطيرة صدها جوايتا بنجاح.
أخطر تسديدات فالنسيا كانت في الدقيقة 35 عن طريق الأرجنتيني تينو كوستا الذي سدد كرة قوية من خارج منطقة الجزاء، فمرت محادية للمرمى، قبل أن يسدد جوناس كرة أخرى في في الدقيقة 45، تصدى لها سيريجو بصعوبة قبل أن يتدخل ماكسويل ليحولها إلى ركلة ركنية.
واستمرت المباراة على نفس النسق في الشوط الثاني، إلا أن الحظ حالف الإسبان في الدقيقة 54 عندما نجح جوناس في تسجيل الهدف الأول لفريقه من مجهود فردي، حيث سدد كرة رائعة من خارج منطقة الجزاء سكنت شباك سيريجو الذي لم ينجح في لمس الكرة رغم ارتماءته، ليتقدم فالنسيا في النتيجة ويحيي آماله في المرور إلى الدور المقبل.
اشتعلت المباراة بعد الهدف الأول، فقام أنشيلوتي بتغييرات هجومية ليُعيد فريقه للمباراة، وهو ما أعطى أكله بعد عشر دقائق، حيث استغل جاميرو خطأ فادحًا من متوسط ميدان فالنسيا باريخو فانطلق في اتجاه مرمى فالنسيا وحاول مراوغة فيكتور رويز، إلا أن الدربكة التي حصلت جعلت الكرة تمر إلى المنفرد بالمرمى لافيدزي والذي سدد الكرة أولًا في جسد الحارس جوايتا قبل أن تعود له الكرة ويضعها هذه المرة الكرة في المرمى معدلًا النتيجة.
وكاد باريس سان يضيف الهدف الثاني في الدقيقة 73 من هجمة قادها لافيدزي يمينًا، ثم مرر كرة لكانتوم الذي سدد الكرة كما وصلته فذهبت قوية إلا أن جوايتا تصدى لها بشكل بعث الاطمئنان في نفس جماهير الخفافيش. وحاول فالنسيا كثيرًا تسجيل الهدف الثاني الذي يعني عودته إلى المنافسة وتعديل الكفة بين مباراتي الذهاب والإياب. ولم يتمكن الخفافيش من تحقيق هدفهم، ليقصوا من ثمن النهائي ويتأهل باريس سان جيرمان لربع نهائي دوري أبطال أوروبا بعد غياب دام ل18 سنة.