ابتدع علماء أوروبيون جهازاً يرتبط بأقطاب كهربائية تزرع في الدماغ بعملية جراحية عالية الدقّة لمساعدة مرضى الباركنسون، ويعطيهم نتائج أفضل من الأدوية في ما يخص تحسين نوعية حياتهم ونطقهم ومشيهم. وذكرت صحيفة (ديلي ميل) البريطانية أن الباحثين في جامعة "كريستيان- ألبرختس" الألمانية وجدوا أن التحفيز الدماغي من العمق عبر استخدام جهاز كهربائي، يعمل بشكل أفضل من الأدوية وحدها في المراحل المبكرة من مرض باركنسون. وأشار العلماء إلى وجود تحسّن أفضل بنسبة 26% في نوعية حياة المرضى بعد الجرحى، مقارنة بمن يتناولون الأدوية وحدها. وتحسّن التنسيق مع الآخرين بنسبة 50%، في حين الأنشطة مثل الكلام والكتابة واللبس والمشي فقد تحسّنت بنسبة 30% عند الذين خضعوا لجراحة زرع الجهاز. كما أنهم تناولوا كميات أقل من الأدوية، وعانوا من مضاعفات أقل تتعلق بالعلاجات. وشملت أحدث تجربة أجريت على الجهاز 251 مريضاً في فرنسا وألمانيا، حيث قدّمت تحفيزاً عميقاً للدماغ عند الأشخاص الذين يعانون من باركنسون منذ قرابة 7 سنوات. وقال الباحث المسؤول عن الدراسة غانثر دوشكل إن "هذه النتائج تظهر تغيراً في الطريقة التي يمكن فيها علاج مرض باركنسون". وأضاف أن هذا الجهاز برهن أن علاج التحفيز الدماغي العميق يمكن أن يحسّن نوعية حياة المرضى حتى في المراحل المبكرة من المرض، حين يعتمد الأطباء عادة على الأدوية فقط. ويشبه الجهاز الذي يزرع في عملية جراحية دقيقة للدماغ، جهاز ضبط نبضات القلب، حيث يرتبط بأقطاب كهربائية في أجزاء معيّنة من الدماغ. ويرتبط الجهاز الكهربائي ببطارية تزرع تحت الجلد في صدر المريض أو بطنه لإطلاق إشارات كهربائية صغيرة لتحفيز الدماغ، ويتم التحكم بذلك عبر جهاز يحمل باليد. وتبلغ كلفة العملية 30 ألف جنيه إسترليني.