يحتفل العالم في شهر أبريل من كل عام باليوم العالمي لمرض باركنسون والذي يهدف إلى زيادة الوعي الصحي حول اضطراب الحركة وتشجيع البحوث والابتكارات الجديدة في مجال تلقي العلاج. يعد مرض باركنسون من أكثر الأمراض المعروفة في اضطراب حركة الجهاز العصبي، مما يؤثر على أكثر من 1.2 مليون شخص في أوروبا وحدها 2% في حين يتم تشخيص ما يقرب من 15% من المصابين بالشلل الرعاش قبل سن ال 50، ويزيد معدل الإصابة كلما تقدم العمر، مما يؤثر على كل من الرجال والنساء على حد سواء. في الشرق الأوسط، يقدّر أن حوالي 2-3 من أصل 1000 شخص مصاب باعتلال باركنسون أي ما يعادل 2-3% من الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 60 عاماً، مع الأخذ في الاعتبار أن معظم السكان في منطقة الشرق الأوسط هم من الشباب مع نسبة 6% فقط تقريباً من السكان فوق سن الستين. ويعتمد العلاج الحديث من ميدترونك على تحفيز بعض المناطق المستهدفة في الدماغ بواسطة إجراء عملية جراحية يتم فيها زرع جهاز طبي يكون شبيهاً بجهاز تنظيم ضربات القلب.. يتم هذا الإجراء الطبي اعتماداً على حالة المريض، والخيارات العلاجية المختلفة المتاحة، كما يمكن لتقنية التحفيز العميق للدماغ تحفيز أحد أو كلا الجانبين من المخ. الجدير بالذكر أن هذا التحفيز المستمر لتلك المناطق يعيق مرور الإشارات في الدماغ التي من شأنها أن تتسبّب بأعراض اضطراب الحركة، بجانب أنها تساعد المريض على تحقيق أكبر قدر من السيطرة على أعراض المرض المزعجة. وأوضح استشاري جراحة الأعصاب في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض الدكتور أحمد الخاني استشاري لقد ابتدأ العلاج الجراحي لمرض الباركنسون (مرض الرعاش) منذ أكثر من خمسين عاماً حيث كان العمل الجراحي هو العلاج الوحيد المتوفر لمساعدة هؤلاء المرضى عن طريق الكي في بعض مراكز المخ. ولكن هذا العلاج ما لبث أن اندثر بعد ظهور عقار ال(ل- دوبا) كمعوض لمادة الدوبامين المتناقصة عند مرضى الباركنسون. إلا أن التقدم العلمي الكبير في معرفة أنسجة المخ المختلفة وطرق ارتباطها ببعض وتأثر ذلك عند الإصابة بمرض الباركنسون ساعد في ظهور علاجات جراحية أكثر فاعلية لمساعدة هؤلاء المرضى عند حصول أي قصور في العلاج الدوائي. لقد أصبحت هذه العمليات اليوم أكثر فاعلية وأكثر أماناً بإذن الله لتكون أحد ركائز برامج العلاج الشامل لمرضى الباركنسون عند وجود الداعي أو الاستطبابات الصحيحة لها.» يذكر أن مرض باركنسون هو اضطراب عصبي تدريجي تنكسي يترافق مع أعراض حركية أساسية وينتج عن فقدان الخلايا العصبية التي تنتج مادة كيماوية تسمى دوبامين والتي يؤدي فقدانها إلى تعطل عمل الخلايا العصبية الأساسية (العصبونات) مما يترك المرضى غير قادرين على السيطرة على تحركاتهم، بجانب أنه كلما تقدم المرض قلت قدرة المريض على أداء الحركات الأساسية بمفرده، مما يجعل من المستحيل قيام المريض بالأنشطة الروتينية مثل الاستحمام وارتداء الملابس أو تناول الطعام من دون مساعدة.وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن المرضى الذين تمت معالجتهم بالتحفيز العميق للدماغ أظهروا تحسناً في الوظيفة الحركية.. مما يسمح للمرضى أن يكونوا أكثر قدرة على إنجاز الأنشطة اليومية أو حتى العودة إلى العمل.. وبعد 12 شهراً من العلاج، شهد المرضى الذين يعانون من اعتلال باركنسون معدّل زيادة في فترات الوظيفة الحركية الجيدة وتخفيف حدة الأعراض بلغ 6.1 ساعات في اليوم الواحد.ويقول السيد طارق الحص «أنه منذ أكثر من 25 عاماً قدمت ميدترونيك للمرة الأولى العلاج بالتحفيز العميق للدماغ DBS والتي تبقى واحدة من أكثر العلاجات المبتكرة والمتاحة للاضطرابات الحركية مثل مرض باركنسون.. مضيفاً: إن «علم وظائف الأعضاء والمتطلبات العلاجية المستمرة حسب أعراض المريض غالباً ما تكون فريدة من نوعها، ونحن فخورون لمواصلة قيادة الطريق في مجال تطوير مؤشرات العلاج بالتحفيز العميق للدماغ DBS وتقديم الابتكارات العلاجية الجديدة لتحسين إدارة المرضى إذ يحقق العلاج ب DBS نتائج فعالة في تحسين نوعية حياة المرضى». الجدير بالذكر أن هناك أكثر من 85000 مريض من حول أنحاء العالم يتلقون علاج التحفيز العميق للمدماغ من ميدترونك، وتشمل المرضى الذين يعانون من مرض باركنسون، والهزة الأساسية، وخلل التوتر، والوسواس القهري (OCD) والصرع المقاوم، وعلى وجه التحديد عندما لا يقدم العلاج الدوائي نتائج مرضية. وانطلاقاً من اختلاف استجابة الأفراد، تقدم ميدترونيك أحدث الأجهزة في علاج التحفيز العميق للدماغ، وهي: Activa PC, Activa RC, and Activa SC، التي تحمل مميزات فريدة من نوعها من شأنها تلبية احتياجات مختلف الأفراد. الجدير بالذكر أن هذه الأجهزة تعطي المريض القوة والقدرة على التحكم بما يتناسب مع احتياجات أنماط الحياة المختلفة، الأمر الذي يتيح الاستفادة من تحسين نوعية الحياة.