أكملت تقنية التحفيز العميق للدماغ DBS لعلاج الرجفة (الرعاش ربع قرن على ابتكارها ، وتطبيقها عمليا ،واحتفلت شركة ميدترونك العالمية بهذه المناسبة تزامنا اليوم العالمي لمرض باركنسون. ويعتمد العلاج الحديث من ميدترونك على تحفيز بعض المناطق المستهدفة في الدماغ بواسطة إجراء عملية جراحية يتم فيها زرع جهاز طبي يكون شبيه بجهاز تنظيم ضربات القلب ،و يتم ذلك الإجراء الطبي اعتماداً على حالة المريض، والخيارات العلاجية المختلفة المتاحة، كما يمكن لتقنية التحفيز العميق للدماغ تحفيز أحد أو كلا الجانبين من المخ. و أشار الدكتور أحمد الخاني استشاري جراحة الأعصاب في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض أن العلاج الجراحي لمرض الباركنسون بدأ منذ أكثر من خمسين عاما حيث كان العمل الجراحي هو العلاج الوحيد المتوفر لمساعدة هؤلاء المرضى عن طريق الكي في بعض مراكز المخ. وأضاف :» ولكن هذا العلاج مالبث أن اندثر بعد ظهور عقار ال(ل- دوبا) كمعوض لمادة الدوبامين المتناقصة عند مرضى الباركنسون، إلا أن التقدم العلمي الكبير في معرفة أنسجة المخ المختلفة وطرق ارتباطها ببعض وتأثر ذلك عند الإصابة بمرض الباركنسون ساعد في ظهور علاجات جراحية أكثر فاعلية لمساعدة هؤلاء المرضى عند حصول أي قصور في العلاج الدوائي حتى أصبحت هذه العمليات اليوم أكثر فاعلية أمانا وإحدى ركائز برامج العلاج الشامل لمرضى الباركنسون.» ومن جهته أوضح طارق الحص مدير الأعمال التجارية للعمليات العصبية أن علم وظائف الأعضاء والمتطلبات العلاجية المستمرة حسب أعراض المريض غالباً ما تكون فريدة من نوعها، وقال :»ونحن فخورون لمواصلة قيادة الطريق في مجال تطوير مؤشرات العلاج بالتحفيز العميق للدماغ DBS وتقديم الابتكارات العلاجية الجديدة لتحسين إدارة المرضى إذ يحقق العلاج ب DBS نتائج فعالة في تحسين نوعية حياة المرضى». والى ذلك أظهرت الدراسات الحديثة أن المرضى الذين تمت معالجتهم بالتحفيز العميق للدماغ أظهروا تحسناً في الوظيفة الحركية3، مما يسمح للمرضى أن يكونوا أكثر قدرة على إنجاز الأنشطة اليومية أو حتى العودة إلى العمل. وشهد المرضى الذين يعانون من اعتلال باركنسون معدّل بعد 12 شهراً من العلاج، زيادة في فترات الوظيفة الحركية الجيدة وتخفيف حدة الأعراض بلغ 6.1 ساعات في اليوم الواحد. يشار إلى أن مرض باركنسون من أكثر الأمراض المعروفة في اضطراب حركة الجهاز العصبي، مما يؤثر على أكثر من 1.2 مليون شخص في أوروبا وحدها2، في حين يتم تشخيص ما يقرب من 15٪ من المصابين بالشلل الرعاش قبل سن ال 50، ويزيد معدل الإصابة كلما تقدم العمر، مما يؤثر على كل من الرجال والنساء على حد سواء. وتشير التقديرات العلمية ان المرض في الشرق الأوسط يتواجد فى حوالي 2-3 من أصل 1000 شخص مصاب باعتلال باركنسون، أي ما يعادل 2-3٪ من الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 60 عاماً، مع الأخذ في الاعتبار أن معظم السكان في منطقة الشرق الأوسط هم من الشباب مع نسبة 6٪ فقط تقريباً من السكان فوق سن الستين.