عندما يقتل شقيق شقيقته دفاعاً عن «شرف» العائلة، توصف الجريمة بأنها «جريمة شرف». لكن ما الذي يقال عن قتل اللبناني ج. العيسى لشقيقته بغداد، ورميها في خندق للمياه بالقرب من نهر الوزاني، بعدما علم بحملها منه؟ هل تبقى جريمة شرف؟ وهل تبقى جريمة واحدة؟ القتل فقط؟ ألا يُعَدّ سفاح القربى جريمة أيضاً؟ في السابق، كان الكثيرون يتذرّعون بالقانون الذي «يحمي الشرف»، أما اليوم، فلم يعد هذا المصطلح موجوداً بعدما ألغيت المادة 562 عقوبات؛ إذ لم يعد هناك حكم مخفف لأن المرتكب مرتكب. ووفقا لصحيفة " الانباء " الكويتية " يروي مصدر أمني لجريدة الأخبار اللبنانية التي نقلت الخبر أنه بينما كانت المقتولة وشقيقها يسلّقان الأعشاب التي يبيعها والدهما، واجهته قائلة: ماذا علينا أن نعمل، أنا حامل منك وبدأ الحمل يظهر للعيان». لم يستوعب ج. الخبر، فاتخذ قراره بقتلها وكانت السكين في يده، فحملها وطعن أخته طعنة أولى في خاصرتها ثم طعنة ثانية في بطنها، وعندما انكسرت السكين في بطنها، حاولت الفرار منه، فأمسكها بشعرها من الخلف، وحمل حجراً وضربها به عدة مرّات بقوة على رأسها، فكسر جمجمتها، وسقطت قتيلة. ويتابع المصدر قائلاً : القاتل فرّ هارباً، وحين بدأ البحث عن شقيقته، استعان بابن عمه وبعامل سوري في المنطقة، فذهبوا إلى مكان الجريمة، حيث وجد ابن عمه الجثّة في خندق خفي قرب النهر، فسحبها إلى ظل شجرة قريبة.وقام بابلاغ القوى الأمنية بالحادث، فحضرت إلى المكان وفتحت تحقيقاً واستُدعي الشقيق. وأثناء التحقيق معه انتبه أحد رجال قوى الأمن إلى أن دماءً موجودة على حذائه، فسأله عنها، فقال إنها بسبب سحب الجثّة، عندها أمره بخلع الجاكيت الممزقة، لتظهر دماء أخرى على قميصه، وجرح في رقبته. هنا، ارتبك وتلعثم، فاعترف بجريمته، مدعياً أن السبب «حمل أخته من رجل غريب، لكنه، بعد موجة من الأسئلة، اعترف بحقيقة أنه كان قد عاشر شقيقته، سابقاً، وأنها حملت منه، ولمّا أخبرته بذلك، قتلها». من جهة أخرى، أكّد الطبيب الشرعي حصول الحمل منذ نحو 7 أشهر، فيما أحيل المشتبه فيه على النيابة العامة في النبطية لاتخاذ الإجراءات القانونية اللاّزمة.