بفضل برنامج الابتعاث الوطني السعودي تمكن آلاف الشباب والفتيات السعوديات من متابعة دراستهم في الخارج، لكن ابتعاث الفتيات تسبب للبعض منهن بمشاكل وإزعاج كن في غنى عنه وذلك بسبب اشتراط وزارة التعليم العالي على كل فتاة مبتعثة بأن تكون بصحبة محرم، هذا الشرط بطبيعة الحال لا ينطبق على المبتعثين الذكور. يشترط برنامج الملك عبد الله للإبتعاث الخارجي على الطالبات المبتعثات 'وجود الْمَحْرَم للطالبة المبتعثة، وسفره معها، وبقاؤه معها حتى انتهاء بعثتها' وفقا لموقع وزارة التعليم العالي السعودية. الابتعاث مع محرم (زوج أو أب، أو أخ لا يقل عمره عن 18 عام) لا يكون دائما من الشروط السهل إملاؤها، فقد يكون الأب مرتبط بعمل أو تجارة، أو يكون الأخ مرتبط بدراسة أو لديه عائلته الخاصة أو ارتباطات أخرى.
هذه الظروف دفعت بالفتيات السعوديات البحث عن طرق لاستكمال الشرط بواسطة الزواج الصوري فيما اصبح يعرف الآن ويتداول بمصطلح 'زواج الإبتعاث'. لجأ بعض الشباب من كلا الجنسين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد للعثور على زوج يقبل أن يكون محرماً مؤقتاً بغرض الإبتعاث.
أحد هؤلاء شاب سعودي يعرض نفسه للزواج على أحد المنتديات قائلا: 'أنا شاب حلمي أكمال دراساتي العليا، ولكن لم أتمكن من الالتحاق بالبعثة بسبب عدم مطابقة واكتمال شروط الابتعاث، ويشرفني أن أكون نعم الزوج المعين ، لمن حصلت على البعثة وليس لديها محرم ...'. ومجرد بحث بسيط على موقع الفيسبوك سيفرز للقارئ عددا من الصفحات الفيسبوكية التي يمكن أن تتصل بها الفتيات بغرض العثور على زوج مؤقت.
جدير بالذكر أن البعثة تتضمن أيضا معاشا خاصا بالمحرم يتم دفعه ما دام المحرم يرافق الفتاة المبتعثة، وفي حالة عودته دونها يتم قطع المعونة عنه وفقا للشروط التي نشرتها الوزارة على موقعها: ' يشترط على المحرم المرافق البقاء في بلد الابتعاث طوال مدة البعثة، و إلا سوف تتعرض الطالبة و المحرم لإيقاف المخصصات المالية، و إلغاء البعثة'. جدير بالذكر أن هذه المخصصات لا تصرف لغير السعوديين .
تصف الناشطة الحقوقية سمر بدوي الزيجات المؤقتة التي تبرم لغرض الإبتعاث بأنها شرط تعسفي تجاه طالبات العلم، وأنها تسببت في ظهور وانتشار ظاهرة زواج الابتعاث في السعودية في الآونة الأخيرة، ولدى هذا الشكل من الزواج شروط شفهية تضعها المبتعثة مثل أن يكون الزواج فقط لفترة البعثة الدراسية فقط، هذه الشروط لا تكون مُعلنة دائماً أو تكون (موثّقة) على أوراق خارج عقد الزواج، كما تداولت وسائل الإعلام تقارير اخرى تفيد بأن أغلبية الحالات يكون (الزواج صوري فقط ) وأن المحرم لا يمكث فترة الابتعاث بصحبة المبتعثة.
وترى الناشطة السعودية بدوي بأن هذا الشكل من الزواج يتسبب عمليا بتعقيدات جديدة للفتيات. قد يقرر الزوج بعد فترة البعثة الدراسية انه لا يرغب بالطلاق، أو قد ينجب الزوج أطفال خلال فترة ألابتعاث 'هذه كلها مشاكل النساء في غنى عنها'
وتلجأ المرأة السعودية لمعالجة الخطأ بخطأ أكبر منه. من الأفضل لها أن تطالب بحقها لاستكمال البعثة الدراسية دون هذا الشرط المزعج لديها ...فهي تدخل في دوامات كثيرة من أجل التحصيل العلمي فقط'. لكن في حالة عدم استكمال هذا الشرط يمكن للمبتعثة أن تخسر فرصتها في الابتعاث، أو أن تتزوج بشخص دون أن مقتنعة به تماما فقط لغرض المصلحة الشخصية.
ليس هنالك إحصاءات عن هذا النوع من الزواج ببساطة لأنه مسجل بشكل معتاد تماما كما هي الزيجات الأخرى, لكن من المؤكد أن الظاهرة منتشرة ويتم تداولها ونقاشها بشكل مستمر عبر شبكات التواصل الاجتماعي. ' حللو زواج المتعة !!! اتاري الابتعاث منه فايده غير العلم .. سبحااااان الله' يغرد أحدهم على موقع( توتير) حول الظاهرة.
أغلبية المجتمع السعودي ووفقا لاستطلاع رأي نشرته صحيفة المدينة السعودية، ترفض بشكل قطعي زواج الابتعاث. تبين في الاستطلاع أن 93% من المستطلعين يعارضون بشدة فكرة تزويج بناتهم لغرض السفر والابتعاث. بينما وافق 7% من المستطلعين على هذا النوع من الزواج.
الناشطة بدوي ترى أيضا 'أن هنالك فئات من المجتمع هم بحاجة لهذا لشكل من الزواج، وأنها تتقبله لأنها الأحوج إليه، لكن الأغلبية لا تتقبله لأنهم يعتبرون أن الزواج رابط مقدس'.
جدير بالذكر أن شرط المحرم ينطبق فقط على المبتعثات من خلال البرنامج الحكومي، أما الأسر التي تتكفل بدفع رسوم الدراسة والمعيشة في الخارج بنفسها لا تستلزم اصطحاب محرم طوال فترة الابتعاث مما يشير أن الدولة تفرض شروطها الخاصة من الفئة الأكثر حاجة لهذه البعثات.