سامح الله الصديق خلف الحربي الذي حرّض الإخوة المصريين في مقاله في «عكاظ» أمس على الاحتفاظ بمحمد العريفي مادام أنهم ذابوا فيه حباً وإعجاباً مما يحرمنا من حقنا فيه، ويجفف طاقاتنا ويؤدي إلى تسرب نجومنا؟ تخيل أن العريفي كان هادئاً ومدققاً ومتبصراً في عباراته، مسترشداً بالسلف في التهرب من الفتوى إلا بتحقق فكيف ستكون حياتنا؟ ومن أين نجد هذه المتعة في النقاشات والتعليقات والفرقعات؟ تخيل أن المصريين أخذوا الشيخ محمد العريفي في جولة «كعب داير» على المحافظات وقرى الصعيد ليخطب مرة، ويحاضر أخرى، ويغرد ثالثة، فماذا سنفعل نحن؟ تخيل أن تابعيه غادروا معه، فكيف نحافظ على توازن التركيبة السكانية وحيوية الصحف ونشاط تويتر؟ هو غزوة مضادة بعد أن كانت مصر ترسل لنا العلماء والدعاة فها نحن نعيد لها إهداء نتاج جهودها عقوداً إثباتاً أن التلميذ يتفوق على أستاذه. نحن الذين صنعنا منه نجماً يستهوي الأفئدة حتى في مصر، وإن كنت مشككاً فقارن بين خطبته وخطبة القرني التي لم تحصد تسابقاً وشهرة وذيوعاً كما فعل العريفي فهو موفق أينما حل، بارع كلما تكلم أو خطب؛ لا تعيقه لغة ولا تربكه ثقافة مغايرة، ولا تصده عوائق. تتفتح له الأبواب المغلقة فإن حجب في دبي فُتحت له مصر، فهل نهدي جهدنا إلى مصر ونظل نلاحقه هناك؟ إن كنت لابد محرضاً وعازماً على المبادلة مع المصريين فليأخذوا جمعاً من الدعاة والداعيات والنشطاء مقابل أن يبقى العريفي قرة لنا ومبتكراً ومبدعاً وخلاقاً ونجماً متألقاً رائداً للطريق، وأن يسري بنا خير لنا من أن يتخاطفنا المتجهمون والمتشنجون. العريفي لنا ولمصر البقية إن أرادت. جاسر الجاسر (نقلا عن صحيفة الشرق السعودية)