امتطينا صهوة الزمن.. وها نحن ننتهي من المرحلة الرمادية.. مرحلة شهري محرم وصفر والتي يعقبها إعلان التشكيل الوزاري الذي يطل على الساحة ويشغل بالها بعد مضي 4 سنوات بالرغم من التعديلات التي لم تحدد نهاية فتره التعيين. القارئ لا ينقصه الذكاء ولذلك سيرصد بسهولة نشاط تحركات التلميع الإعلامي من تقارير وجولات ميدانية وندوات الصحفية وإبرازها بعناوين مميزة بالصور الفوتغرافية.. كلها ترقص على إيقاع الانجازات التي حققها أصحاب المعالي الوزراء.. بهدف كسب تأييد الرأي العام وصناعة انطباع إيجابي يساعد على تعزيز فرص الاستمرار فوق كراسي السلطة. من حق أي وزير أن يغني على ليلاه في مجال الإنجاز، لكن من حقنا أيضا التذكير بأن مستوى وعي المجتمع زاد.. وأن الحفلات الإعلامية مثل عطارة العطار.. لا يمكن لها أن تصلح ما أفسده الدهر! إن معيار النجاح الحقيقي يقاس بمدى قناعة المواطن البسيط وتلمسه تحسن مستوى الخدمات التي يصنعها الوزير ومدى قدرته على خلق الإضافة، والاستفادة من كل فرصة متاحة لتحقيق التغيير والتطوير والتقدم، وجعله ماثلا على ارض الواقع.. لا على صفحات الجرايد.. وتغطيات الوسائط الإعلامية المختلفة!! في رأيي أن التغيير مطلب مهم، وأن البقاء 4 سنوات لفترتين متتاليتين.. يكفي، واستبدال من لم يستطيع إقناع المواطن بنجاحه.. ولا بد أن تعقبه فرص مستحدثة لدماء جديدة.. تتولى إدارة الماكينة الوزارية بحيوية، وتدخل غمار الإنجاز برؤى وطاقات لم يصبها الكرسي الوثير بالترهل والوهن. موسم (التلميع) لم يخلف موعده.. لكن رهان الوعي.. هو الذي يكسب أخيرا.. مهما علا الضجيج! ياسر المعارك (نقلا عن صحيفة الرياض)