وجهت لجنة تحقيق أمريكية رسمية انتقادات حادة إلى وزارة الخارجية عن اخطاء ممنهجة وعيوب في الادارة و"قصور جسيم" للموقف الامني اثناء الهجوم الذي تعرضت له البعثة الدبلوماسية الأمريكية في مدينة بنغازي بشرق ليبيا في 11 سبتمبر ايلول والذي أودى بحياة السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة أمريكيين اخرين. وخلص تقرير لجنة التحقيق الى قصور في "القيادة والادارة" في مكتبين من مكاتب الخارجية الأمريكية ونقص في التنسيق بين المسؤولين و"ارتباك حقيقي" في واشنطن وفي الميدان عمن له المسؤولية والسلطة لاتخاذ قرارات متعلقة بمخاوف سياسية وأمنية.
وانتقد التقرير الادارة العليا في وزارة الخارجية الأمريكية لفشلها في اتخاذ الاجراءات المناسبة للرد على مخاوف امنية اثارها دبلوماسيون أمريكيون في ليبيا.
وفجر هجوم بنغازي جدلا سياسيا وحاول الجمهوريون استغلال القضية لمهاجمة الرئيس الأمريكي الديمقراطي باراك أوباما قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر تشرين الثاني والتي فاز فيها بفترة ثانية في البيت الابيض.
ويبدو ان التقرير الشديد اللهجة سيشوب على الارجح سجل وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي قالت إنها تقبل النتائج التي توصلت اليها لجنة التحقيق والتي اشارت الى اخطاء لوزارة الخارجية فيما يتصل بالهجوم الذي تعرضت له البعثة الدبلوماسية الأمريكية في مدينة بنغازي بشرق ليبيا في سبتمبر.
وقالت كلينتون انها أمرت بتغييرات واسعة النطاق لتعزيز أمن البعثات الدبلوماسية الأمريكية في الخارج وانها ستلتزم بكل التوصيات الواردة في التقرير.
وفي رسالة إلى لجان بالكونجرس الأمريكي قالت كلينتون انها أصدرت تعليمات إلى وزارة الخارجية لتنفيذ توصيات لجنة التحقيق "بسرعة وبشكل كامل" وحددت سلسلة خطوات تهدف إلى تحسين امن المنشآت الدبلوماسية الأمريكية.
واضافت كلينتون أن الولاياتالمتحدة سترسل مئات من الحراس الاضافيين من مشاة البحرية لحماية المنشآت الدبلوماسية في الخارج وستطلب مزيدا من الاموال لتحسين اجراءات الامن وستعين مسؤولا جديدا بوزارة الخارجية للاشراف على "المواقع التي تواجه تهديدا مرتفعا".
وجاء في نسخة غير سرية من تقرير "لجنة مراجعة المسؤولية" ان هناك "قصورا ممنهجا في القيادة والادارة على المستوى الرفيع في مكتبين لوزارة الخارجية...تسبب في موقف أمني خاص بالبعثة لم يكن مناسبا لبنغازي ولم يكن مناسبا على الاطلاق للتعامل مع الهجوم الذي حدث."