تخيّل أنك تحصل على جهاز " لاب توب " بأعلى المواصفات بمبلغ 300 دولار فقط ..!! - أو تخيّل أنك تحصل على تليفزيون "جوجل" 46 بوصة بمبلغ 200 دولار فقط ..!! - أو لك أن تتخيّل أنك تحصل على ثلاثة أزواج من الأحذية من ماركة " روكبورت " بمبلغ 100 دولار فقط ..!! يحدث هذا وأكثر خلال فعاليات " الجمعة الأسود " فماهو هذا اليوم ولماذا سُميّ بهذا الإسم ..؟! يوم الجمعة الذي يلي يوم عيد الشكر، تمتلئ فيه الاماكن التجارية بالمتسوقين والذي يكون عادة آخر جمعة من شهر نوفمبر من كل سنة، - ويوافق هذه السنة في يوم 30 نوفمبر- ، وبما أن عيد الشكر يعتبر يوم عائلي لكل عائلة- في أمريكا تحديداً وبعض دول العالم – يلتقي أفراد العائلة منذ ساعات الصباح الأولى لطبخ الديك الرومي - الطبق الرئيسي في هاليوم – في يوم الجمعة الذي يليه تفتح المحلات من الساعة 5 فجراً وتمتلئ واجهات المحلات بكلمة واحدة " sale " لعرض تخفيضات تصل إلى 80 % واكثر ... ويستمر من ثلاثة أيام إلى أسبوع على حسب المتوفر من العروض وكل متجر له سياسته الخاصة، يوم الجمعة الأسود، هو أكبر يوم لمبيعات التجزئة في العام، ينطلق موسم التسوق خلال هذه العطلة بتحقيق أعلى معدّل للمبيعات يصل إلى 447 مليار دولار - وفقا لتوقعات الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة في أمريكا – لذلك لانستغرب أن يتدافع الناس منذ ساعات الصباح الأولى على المتاجر بأنواعها، بالرغم من أن بعض المتسوقين لا يؤمنون بالتخفيضات في هذا اليوم، ويعتبرونها جملة من تلك الممارسات المضللة يستخدمها التاجر، فبدلا ً من أن يربح 100 دولار، سيكتفي بربح 10 دولا...!!! أما سبب التسمية، فهو لايقل إشكالاً من الأحداث المصاحبة له؛ فحتى الأمريكيون لا يعرفون سبب دقيق للتسمية، منهم من يقول بسبب أن اللون الأسود يدل في التجارة على الربح والتخلص من الموجود في المستودعات، مثلما أن اللون الأحمر يدل على الخسارة والعجز أو تكدس البضاعة وكساد العمل، ومنهم من يقول بسبب الزحمة الخانقة التي تحدث في هذا اليوم أو كما يسمونها الزحمة الكارثية. تقول المتحدثة باسم الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة في أمريكا ايلين ديفيز "هدايا هذا العام ستكون أكثر إثارة بفضل الانتعاش الاقتصادي الحالي، ويعني ذلك أن الجينز الأزرق والأجهزة الصغيرة لن تهيمن على المبيعات وبدلا من ذلك سيضع عدد أكبر من الأشخاص المجوهرات وأدوات العناية الشخصية على قوائم رغباتهم" فعالية كهذه عندما يتم ترقّبها كل عام هي جديرة بالاهتمام، وننتظر أن يتم تعميمها على دولنا الخليجية، خاصة وأن لدينا تجارة تجزئة تُسيطر على الجزء الأكبر من دخلنا السنوي، وخاصة إذا ماعلمنا أن تجار التجزئة لدينا يتحقق لهم عائد ضخم جداً من هوامش الربح العالية مقارنة ببقية الدول المجاورة، بالرغم من أن المصادر تكاد تكون واحدة سواء مصدر آسيوي أو أوروبي أو حتى أمريكي، فهل نحصل يوماً ما على يوم أو نصف يوم يشتمل على تخفيضات حقيقية وليست وهمية كما هو السائد لدينا...!!! أتمنى حقيقة أن يجد المواطن والمقيم الفرصة الحقيقية والصادقة من قبل الجهات المسؤولة عن تجارة التجزئة، وعمل جدولة حقيقية لمواسم التخفيضات التي من شأنها خدمة المستهلك، ولايضير التجار قليلٌ من الإحساس بالمواطنة وتقليل هوامش الربح أثناء التصفية السنوية لنحصل على الأقل على يوم " أبيض " سواء كان جمعة أو غيره، الأمل في أحبتنا التجار كبير لدراسة هذه الظاهرة وتعميمها لدينا إن أمكن . عبدالله العييدي