رفضت ميانمار عرضًا من رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) يدعو إلى بدء محادثات ثلاثية تجمع بين الرابطة والأممالمتحدة وحكومة ميانمار بهدف إنهاء العنف بين البوذيين وأقلية الروهينغا المسلمة في ولاية أراكان، بينما طالب الأزهر الشريف منظمة التعاون الإسلامي بعقد قمةٍ طارئة لوزراء خارجية الدول الإسلامية، لمناقشة تداعيات ما يحدث للمسلمين في ميانمار، واتخاذ قراراتٍ حاسمة من أجل الضغط على الحكومة لإنقاذ المسلمين هناك.. وحذر الأمين العام لرابطة آسيان سورين بيتسوان من أن إخفاق المجتمع الدولي بما فيه رابطته في تخفيف الضغوط التي يعيشها الروهينغا قد يدفعهم للتطرف، ما يهدّد الأمن والاستقرار الإقليميين بما في ذلك مضائق مالقا التي تمثل الممر المائي الرئيسي للسفن التجارية على المستوى العالمي بين المحيطين الهندي والهادئ. قال الأزهر في بيان إن ما يتعرّض له المسلمون في ميانمار هو «أشد أنواع الاعتداءات الوحشية والأعمال الإرهابية التي تتعارض مع القوانين الدولية والمبادئ الأخلاقية والإنسانية»، محمِّلًا حكومة ميانمار كامل المسؤوليات السياسية والقانونية تجاه وقف أعمال العنف. وقال بيتسوان إن حكومة ميانمار رفضت العرض للدخول في محادثات مع الرابطة والأممالمتحدة وقالت إن ما يجري شأن داخلي. ولوّح الأمين العام لرابطة آسيان بأن المنظمة ستتدخل في حال استمرار موقف ميانمار على ما هو عليه. من جهة أخرى، قال رئيس الاتحاد العالمي للمنظمات الروهنغية راشد عثمان جوهر للجزيرة إن رئيس الوزراء الماليزي الأسبق محاضر محمد أوضح قبل أسابيع أن ماليزيا ترغب في تقديم دعم سياسي وإنساني، لكن الأمر يتطلب دعمًا من رابطة المؤتمر الإسلامي لتكليف كوالالمبور رسميًا بإيجاد حل سياسي ودبلوماسي للأزمة. وأوضح أن تمتع ماليزيا بموقعها الإستراتيجي وعضويتها في المنظمات الإسلامية والإقليمية يمنحها دورًا كبيرًا في عملية التسوية، مشيرًا إلى الدور الذي لعبته في حل أزمات سابقة في الفلبين وإندونيسيا والبوسنة. وحسب إحصاءات الأممالمتحدة، فقد استهدف العنف ثماني مناطق في ولاية أراكان، دمّر فيها 4600 بيت، كما نزح نحو 26500 شخص - أغلبهم مسلمون - بسبب العنف الذي بدأ الأسبوع الماضي، أربعة آلاف منهم فروا بالقوارب إلى سيتوي عاصمة أراكان، ليلتحقوا ب75 ألفًا لجأوا سابقًا إلى المخيمات هربًا من موجة عنف أولى اندلعت في يونيو الماضي. وتعتبر الأممالمتحدة مسلمي الروهينغا - وعددهم حسب بعض الإحصاءات نحو ثمانمائة ألف - من أكثر الأقليات اضطهادًا. اعتداء وحشي وقال الأزهر في بيان إن ما يتعرّض له المسلمون في ميانمار هو «أشد أنواع الاعتداءات الوحشية والأعمال الإرهابية التي تتعارض مع القوانين الدولية والمبادئ الأخلاقية والإنسانية»، محمِّلًا حكومة ميانمار كامل المسؤوليات السياسية والقانونية تجاه وقف أعمال العنف. ووجّه الأزهر رسالة إلى المسلمين في جميع أنحاء العالم قائلًا إن المسلمين في ميانمار بحاجة ماسة إلى الدعم الذي يرفع عنهم «بطش الأكثرية الباغية»، وإلى الإغاثة بكل صورها الطبية والغذائية وغيرها من سائر الاحتياجات الضرورية. من جهته أعرب وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في اتصال هاتفي مع نظيره الميانماري وانا ماونج لوين عن قلقه بشأن استمرار الصراع في البلاد. وقال صالحي امس أن إيران دعت بالفعل لإنهاء الصراعات الطائفية المستمرة في ميانمار بالإضافة إلى إعادة حقوق المسلمين الذين يعيشون فيها. كما أعرب صالحي عن استعداد طهران لمساعدة حكومة ميانمار في حل المشاكل الحالية.