خلت التصفيات الاوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2014 من الاثارة لكن الحياة قد تدب فيها بعد غد الثلاثاء عندما تلتقي اسبانيا على ارضها مع فرنسا بينما ستضع هولندا ورومانيا سجلهما المثالي جانبا في المواجهة التي تجمع بينهما في بوخارست. وهناك احتمال ايضا لنتيجة مفاجئة عندما تلعب ايسلندا - التي فازت على النرويج في المفاجأة الوحيدة الحقيقية حتى الان - ضد سويسرا التي تواجه صعوبات دائما أمام منافسين أضعف. وستحاول السويد ايقاف القوة الهائلة لالمانيا يوم الثلاثاء ومن المرجح ان تحقق روسيا انتصارها الرابع في اربع مباريات بالتصفيات أمام اذربيجان بينما قد تبتعد بلجيكا وكرواتيا عن بقية المنافسين في المجموعة الاولى اذا حقق الفريقان الفوز على ملعبيهما. كما تملك انجلترا فرصة لتوسيع الفارق مع منافسيها اذا ستلعب في ضيافة منافس مألوف في بولندا وتبدو ايطاليا قوية للغاية بالنسبة للدنمرك المتعثرة. ومع توزيع الفرق على تسع مجموعات مختلفة نادرا ما تلتقي الفرق الاوروبية الكبيرة في التصفيات في تناقض مع القارات الاخرى التي دائما ما تشهد مباريات مثيرة مثل الارجنتين ضد اوروجواي والمكسيك ضد الولاياتالمتحدة. ويعني الاداء الضعيف لفرنسا في نهائيات 2010 بجنوب افريقيا انها لم تكن ضمن فرق المستوى الاول وانتهى الحال بها في المجموعة التاسعة بجانب اسبانيا بطلة العالم واوروبا وهو الفريق الذي ستواجهه في مدريد يوم الثلاثاء. وفاز الفريقان بأول مباراتين لهما واسقبلت شباكهما هدفا واحدا. ولم تتأهل رومانيا لكأس العالم منذ 1998 لكنها استهلت التصفيات بقوة في المجموعة الرابعة وتغلبت على تركيا واندورا واستونيا بدون ان تستقبل أي هدف. وقد تمثل رومانيا منافسا قويا لهولندا التي سجلت تسعة أهداف في اول ثلاث مباريات في التصفيات بقيادة المدرب الشهير لويس فان جال. وتلتقي المجر (ست نقاط) على ارضها مع تركيا (ثلاث نقاط) في المجموعة نفسها في مباراة لا يمكن لأي من الفريقين تحمل خسارتها. وخسرت سويسرا متصدرة المجموعة الخامسة أمام لوكسمبورج والجبل الاسود منذ تولى تدريبها اوتمار هيتسفيلد في 2008 ولن تستمتع برحلتها الى ايسلندا التي ستتقدم الى صدارة المجموعة اذا فازت. وحذر هيتسفيلد قائلا بعد تعادل فريقه 1-1 مع النرويج يوم الجمعة "تملك ايسلندا لاعبين معروفين. انه فريق منظم.. انهم سعداء ويثقون في أنفسهم." واضاف "نحتاج الى اداء جيد." ورغم ان عدد سكانها 320 ألف نسمة الا ان ايسلندا أظهرت قدراتها بالتأهل لبطولة اوروبا تحت 21 عاما العام الماضي وقال سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) اثناء زيارة الى هناك مؤخرا ان الدولة قد تكون مثالا يحتذى به للجميع. وقال "عندما انظر الى تطور الكرة الايسلندية الذي حدث في وقت قصير نسبيا وفي ظل عدد سكان صغير مقارنة بالعديد من الدول الأخرى فانه من الممكن ان تتحقق انجازات مشابهة في أجزاء أخرى من العالم." ومن المفترض ان تحقق بلجيكا وكرواتيا اللتان تتساويان في صدارة المجموعة الاولى برصيد سبع نقاط لكل منهما الفوز على ملعبيهما ضد اسكتلندا وويلز على الترتيب وهو ما سيسمح للفريقين بالابتعاد عن بقية المنافسين. وتحتاج صربيا - التي تبتعد عنهما بثلاث نقاط عقب هزيمتها 3-صفر على ارضها أمام بلجيكا يوم الجمعة - بشدة الى الانتصار على ارض جارتها مقدونيا لتستمر في المنافسة. ويعني فوز روسيا فريق المدرب فابيو كابيلو 1-صفر على البرتغال يوم الجمعة انها فازت بأول ثلاث مباريات لها في المجموعة السادسة وتبدو أمامها مباراة سهلة ضد اذربيجان المتعثرة التي يقودها بيرتي فوجتس. وتلتقي البرتغال بملعبها مع ايرلندا الشمالية في ظل حاجتها للتعافي سريعا من اثار هزيمتها يوم الجمعة. وتبدو المانيا - التي فازت بكل مبارياتها في التصفيات المؤهلة لبطولة اوروبا 2012 - لا يمكن ايقافها مرة أخرى وبدأت مشوارها بثلاثة انتصارات على التوالي في المجموعة السادسة بينها الفوز الساحق 6-1 على ايرلندا في دبلن يوم الجمعة. وتملك منافستها السويد ست نقاط من مباراتين لكنها ستخوض اول اختبار حقيقي بعد ان واجهت جزر الفارو خارج ملعبها وقازاخستان على ارضها. وتحولت المجموعة السابعة الى واحدة من أقوى المجموعات مع تساوي البوسنة وسلوفاكيا واليونان برصيد سبع نقاط لكل منهم بعد ثلاث مباريات. وتلعب البوسنة على ارضها ضد ليتوانيا (اربع نقاط) بينما تلتقي سلوفاكيا مع اليونان في براتيسلافا. ولم تخسر انجلترا - التي تتصدر المجموعة الثامنة برصيد سبع نقاط - أمام بولندا (اربع نقاط) في 14 مباراة منذ هزيمتها الشهيرة 2-صفر في كاتوفيتسه عام 1973. والفوز سيضع فريق المدرب روي هودجسون في موقف ممتاز خاصة ان منافسيه اوكرانيا (نقطتين) والجبل الاسود (اربع نقاط) سيلتقيان معا. وتلعب ايطاليا متصدرة المجموعة الثانية برصيد سبع نقاط ضد الدنمرك التي اكتفت بالتعادل مرتين حتى الان.