لا أريد أن أطعن في حيادية نادي برشلونة الاسباني بين فلسطين ودولة الكيان الصهيوني ، حينما قبل البارسا ، دعوة الجندي الاسرائيلي التافه جلعاد شاليط لمباراة الكلاسيكو يوم 7 أكتوبر القادم أمام ريال مدريد بإستاد الكامب نو، حتى وإن كان قد إستجاب لمطلب موسى عامرالسفير الفلسطيني في مدريد بالحصول على ثلاث دعوات لهذه المباراة ، للسفير نفسه ولجبريل الرجوب رئيس إتحاد الكرة في فلسطين، ولنجم الكرة الفلسطينية محمود السرسك الذي تعرض للإعتقال ثلاث سنوات في السجون الاسرائيلية بلا تهمة ولا إدانة، والذي أضرب عن الطعام 96 يوما ، فإضطرت السلطات للإفراج عنه . ومع تقديري لمبادرة السفير الفلسطيني ، فإنها بكل أسف، حفظت ماء وجه إدارة النادي الإسباني، وفتحت له الباب للتهرب والخروج من مأزق سوء تقديره للعرب، ولملايين الاسبانيين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، والذين هدد بعضهم بإفساد مباراة الكلاسيكو نتيجة لهذا السلوك، لدرجة أن البيان الرسمي للبارسا وهو ينكر دعوته لشاليط، أوضح أنه قبل طلب السفير الفلسطيني بالحصول على ثلاث تذاكر أو دعوات وهو ما أكده شيمي تيريز – مسؤول الإعلام و العلاقات الدولية ببرشلونة الأسباني في تصريحه الهاتفي لمراسلنا النشط هيثم عرابي .. ولكن السؤال يثور رغم ذلك : ماذا لو لم يتقدم السفير الفلسطيني بهذا الطلب، بماذا كان النادي الاسباني سيعالج الأمر وسيبرر موقفه مع شاليط ورغبته في تكريمه بحجز مقعد شرفي له في المقصورة الرئيسية وتسجيل فيلم وثائقي عن هذه الزيارة التي تعتبرها إدارة برشلونة حدثاً تاريخيا حتى لو كانت بطلب شخصي منه . والسؤال الآخر المهم الأن أيضا : عندما يقول فيلا روبي نائب رئيس برشلونة أنهم وافقوا على طلب شاليط وحجزوا له مقعداً في المقصورة ولكنه رفض المقصورة وطلب مقعدا قريبا من الملعب، وسيقومون بعمل فيلم عن زيارة شاليط ، فهل سيفعلون الشيء نفسه الان مع الوفد الثلاثي الفلسطيني ومن بينهم البطل والنجم الكروي محمود السرسك وهو بطل بكل معاني الكلمة ، ويكفيه أنه تعرض للأسر الظالم لمدة 3 سنوات بلا تهمة من قوات الاحتلال الصهيوني ، ولكنه أجبرهم على إطلاق سراحه عندما أعلن واستمر في إضرابه التاريخي عن الطعام لمدة 96 يوماً ، حتى خرج منتصراً على هذه الدولة الفاشية ، وهذا فعلاً البطل الذي يستحق التكريم ومقعد المقصورة والفيلم الوثائقي ، وليس الجندي الإسرائيلي الخايب شاليط ، وهو أسير حرب ، إستطاع سبعة أبطال من المقاومة الفلسطينية، أسره من فوق دبابته في عملية شهيرة إسمها "الوهم المتبدد"، شهدت معركة فيها عشرات الجنود الصهاينة المدججين بالسلاح والدبابات والطائرات ، ثم عادوا به إلى غزة ، لتأسره المقاومة الفلسطينية خمس سنوات ، وظلت تخفيه وتحافظ عليه حتى تم استبداله ب1000 أسير فلسطيني. أعرف سابق زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لملعب الكامب نو ، وترحيب ادارة البارسا بهذه الزيارة، و أبسط ما يمكن أن أتهم به تلك إلادارة بعيداً عن سوء النية ،هو جهلهم الفاضح بالسياسة والاقتصاد واستهتارهم بالعرب الذين لم تفكر فيهم وفي جماهيرهم الكبيرة المحبة لكرة القدم والعاشقة لفنون ونجوم النادي الشهير.. فالعرب هم عبارة عن 22 دولة وعدد سكانهم 376 مليون نسمة ، 70% منهم من الشباب ، فهل يمكن تجاهل هؤلاء في مقابل مجاملة فجة لدولة الكيان الصهيوني التي لا يزيد عدد سكانها عن ثمانية ملايين نسمة، بل و 20% من هذا التعداد من السكان العرب، وليس هذا فقط ، بل أن الراعي الرئيسي للبارسا هو مؤسسة قطر العلمية والتعليمية ، وهناك رعاة مهمين آخرين مثل مؤسسة اتصالات الاماراتية ، وهذا يٌدخل خزائن النادي ملايين الدولارات ،عدا عن ملايين أخرى من بيع شعارات ومنتجات المتجر الرسمي للنادي لجماهير البارسا من العرب ، وكذلك عبر بث مبارياته عبر قناة الجزيرة الرياضية . برشلونة مع الأسف ، رغم أنه يعلن عبر بيانه أنه يدعم السلام والتفاهم بين العرب والصهاينة في منطقة الشرق الاوسط بدون تحيز لأي طرف ، كان سيرتكب خطأ تاريخيا ، بوجود شاليط ضيفا شرفيا في مدرجاته بعد رفضه القاطع للمطالب الفلسطينية والاسبانية بإلغاء هذه الزيارة. البارسا بسبب الجندي الخايب " شاليط " .. كاد أن يحصل على "شلوت" عربي كبير .. ولكن للأسف جاءت مبادرة السفير الفلسطيني لتنقذ "جزئياً " مصالح وسمعة وجماهيرية البارسا في العالم العربي .. ورغم ذلك فأعتقد أن شيئاً ما قد تغير وإنكسر بين البارسا وجمهوره العربي الكبير في فلسطين والوطن العربي . عزالدين الكلاوي عن موقع كورة العربي