ذكر تقرير اقتصادي أن صفقات الاندماج والاستحواذ الفعلية في دول مجلس التعاون الخليجي سجلت تباطئا أكثر من المتوقع الكثير من المحللين، وفقا للدراسات العالمية الأخيرة التي أظهرت أن الشركات الواثقة تتحرك بسرعة للاستفادة من تدني المنافسة على شراء أصول جيدة بأسعار أفضل. وأرجع التقرير الذي نشرته شركة الخدمات الاستشارية الدولية المتخصصة (تاورز بيرين) عدم وصول عمليات "الاندماج والاستحواذ" في منطقة الخليج إلى المستويات المتوقعة إلى عدة أسباب، منها المخاوف من عدم القدرة على إكمال الصفقات بنجاح، ورغبة الشركات في المحافظة على موارد ومعدلات أداء مستقرة تتجاوز مؤشرات الأسواق العامة، لاسيما في أوقات التراجع الاقتصادي، فيما تحتاج صفقات الاندماج والاستحواذ إلى قدرات كبيرة لتنفيذها. وأظهرت نتائج دراسة استطلاعية أجرتها الشركة في الإمارات العربية المتحدة، دخول 26 % من مؤسسات القطاع الخاص الإماراتي في عمليات اندماج وشراء، في الوقت الذي توقع 69 ٪ ممن شاركوا في الاستبيان إبرام صفقات أخرى خلال الشهور ال 12 شهرا المقبلة. وقال مديرعام (تاورز بيرين) في منطقة الشرق الأوسط كريسبن ماريوت، أن 10 ٪ فقط من كبار رجال الأعمال في الإمارات، يرون أن الانخفاض الكبير في قيمة الأصول يشكل دافعاً رئيسياً للشركات المحلية أو الإقليمية للاتجاه نحو الاندماج أو الاستحواذ، فيما يعتقد 54٪ من هؤلاء أن الدافع هو تطوير وتنويع مجالات الاستثمار الأساسية، و 28 ٪ لا يعرفون. وقال ماريوت: "بدت الصورة أكثر اختلاطاً عند السؤال عن مفهومهم لنظام مراقبة عمليات الاندماج والاستحواذ، إذ توقع 28 ٪ تخفيف قيود نظام مراقبة عمليات الاندماج والشراء نتيجة للأزمة العالمية، وتوقع 34٪ ألا يحدث تغيير، والباقي غير واثقين". وعلى المستوى العالمي، أكد التقرير أن الشركات التي بادرت باغتنام الفرص والصفقات المتاحة عقب انهيار مصرف (ليمان براذرز) تمكنت من تسجيل مستويات أداء أعلى بنسبة 6.3% من مؤسسات الأعمال الأخرى، مشيرا إلى أن أن المخاوف من عمليات الاندماج والاستحواذ، بوصفها أكثر مخاطرة من ذي قبل بسبب صعوبات التقييم، كانت في غير موضعها، إذ أن الاستثمار في صفقات فترات التراجع الاقتصادي يمكنه المساهمة في تحقيق قيمة إضافية. وأظهرت النتائج أن الشركات التي امتلكت شجاعة الإقدام على صفقات جديدة، استطاعت الفوز باتفاقيات رابحة، وتسجيل عوائد أفضل من تلك التي تجنبت المخاطرة في هذه الفترة.