أكد تقرير اقتصادي عالمي أن الشركات التي بادرت باغتنام الفرص والصفقات المتاحة عقب انهيار مصرف "ليمان براذرز" تمكنت من تسجيل مستويات أداء أعلى بنسبة 6.3% من مؤسسات الأعمال الأخرى. وأشار تقرير شركة الخدمات الاستشارية الدولية المتخصصة "تاورز بيرين"، إلى أن المخاوف من عمليات الاندماج والاستحواذ، بوصفها أكثر مخاطرة من ذي قبل بسبب صعوبات التقييم، كانت في غير موضعها. وانتهى التحليل، الذي أصدرته الشركة أمس بالتعاون مع "كلية كاس لإدارة الأعمال"، إلى أن الاستثمار في صفقات فترات التراجع الاقتصادي يمكنه المساهمة في تحقيق قيمة إضافية. وأظهر التحليل أن الشركات التي امتلكت شجاعة الإقدام على صفقات جديدة (وصفها التقرير بالمشترين الشجعان) استطاعت الفوز باتفاقيات رابحة، وتسجيل عوائد أفضل من تلك التي تجنبت المخاطرة في هذه الفترة. واعتمدت الدراسة على تحليل 204 صفقات تزيد قيمتها عن 100 مليون دولار، وتمت خلال الفترة من 15 سبتمبر 2008 (تاريخ إعلان إفلاس ليمان) إلى 31 مايو 2009، وبيّنت أن متوسط عوائد حقوق المساهمين لدى الشركات الصانعة للصفقات تراجعت بنسبة 25.4%، مقابل 31.7 ٪ لبقية السوق. ويتناسب عدد وحجم الصفقات، التي تبرمها الشركات، طردياً مع ارتفاع مستويات أدائها. وسجلت مؤسسات أنهت صفقات استحواذ متعددة في نفس الفترة - 15 شركة أتمت 32 صفقة- أداءً عالياَ تجاوز مؤشر MSCI العالمي بنحو 16.7 ٪. وفي السياق ذاته، شهدت الشركات المشترية في الولاياتالمتحدة أفضل أداء في السوق المحلي، وحصدت عوائد أعلى بنسبة 10 ٪ من الأسواق العالمية. واعتبر كريسبين ماريوت، مدير عام "تاورز بيرين" في الشرق الأوسط، انهيار" ليمان براذرز" لحظة فاصلة في نشاط السوق الدولية، مشيراً إلى أن "تاورز بيرين" حرصت على دراسة تأثير هذا الحدث السلبي على النمط السائد لعمليات الاندماج والاستحواذ. وأوضح: "أبدت العديد من الشركات تردداً في التعاطي مع الصفقات، وإحجاماً عن الالتزام باتفاقيات جديدة عقب انهيار ليمان، حيث وقفت آفاق رؤيتهم الاستثمارية عند حد ضيق. ويؤكد هذا التحليل أن التوفيق يحالف دائماً من يمتلكون النظرة الثاقبة وشجاعة الإقدام". وفي السياق ذاته، يسلط استبيان "تاورز بيرين" الأخير لقادة الإعمال في دولة الإمارات مزيداً من الضوء على توجهات أنشطة الاندماج والاستحواذ، وشهدت الدولة دخول 26 ٪ من مؤسساتها في عملية اندماج وشراء، وتوقع 69 ٪ من المشاركين في الاستبيان إبرام صفقات أخرى خلال الشهور ال 12 شهرا المقبلة. وقال ماريوت: "على الرغم من نتائج استبيان دولة الإمارات، والتوقعات الإعلامية، ما زالت عمليات الاندماج والاستحواذ الفعلية في دول مجلس التعاون الخليجي أكثر بطءً مما توقع الكثير من المحللين. وفي ضوء نتائج دراستنا العالمية الأخيرة التي أظهرت أن الشركات الواثقة تتحرك بسرعة للاستفادة من تدني المنافسة على شراء أصول جيدة بأسعار أفضل، يجب أن نسأل: هل لم تستطع الشركات المحلية إدراك الآفاق المتاحة هنا؟" ويشير استبيان "تاورز بيرين" لدولة الإمارات إلى أن 10 ٪ فقط من كبار رجال الأعمال يرون أن الانخفاض الكبير في قيمة الأصول يشكل دافعاً رئيسياً للشركات المحلية أو الإقليمية للاتجاه نحو الدمج أو الاستحواذ، 54٪ منهم يعتقدون أن الدافع هو تطوير وتنويع مجالات الاستثمار الأساسية، و 28 ٪ لا يعرفون! وبدت الصورة أكثر اختلاطاً عند السؤال عن مفهومهم لنظام مراقبة عمليات الاندماج والاستحواذ، إذ توقع 28 ٪ تخفيف قيود نظام مراقبة عمليات الاندماج والشراء نتيجة للأزمة العالمية، وتوقع 34٪ ألا يحدث تغيير، والباقي غير واثقين. وأرجعت الشركة عدم وصول عمليات "الاندماج والاستحواذ" في منطقة الخليج إلى المستويات المتوقعة إلى عدة أسباب، منها المخاوف من عدم القدرة على إكمال الصفقات بنجاح. وترغب الشركات بالتأكيد في المحافظة على موارد ومعدلات أداء مستقرة تتجاوز مؤشرات الأسواق العامة، لاسيما في أوقات التراجع الاقتصادي، في حين تحتاج صفقات الاندماج والاستحواذ إلى قدرات كبيرة لتنفيذها. ويتحتم على الشركات الحركة بسرعة، مع الحرص على مراجعة جوانب الصفقات بعناية بالغة، وضمان تحقيق المكاملة على نحو فعال. وأوضح ماريوت: "تغتنم الشركات الناجحة الفترات الفاصلة بين صفقات "الاندماج والاستحواذ" لبناء قدراتها ومواردها، وضمان استعداد فرق عملها للاتفاقات المقبلة".