أظهرت ردة فعل كل من شركتي الاتصلات السعودية STC وموبايلي عقب توقيع شركة (زين) عقداً لرعاية الدوري السعودي؛ أن هيئة دوري المحترفين السعودي تحتاج إلى محترفين لا إلى مجتهدين يبصمون على العقود دون دراية بالجوانب القانونية وحقوق الآخرين, وخاصة أن الشركتين الراعيتين وقعتا عقود رعاية شاملة مع الأندية الكبيرة. ويقع محور الخلاف في اعتماد شعار شركة (زين) على أكتاف قمصان اللاعبين في جميع الأندية السعودية، وهو ما عدّته شركة الاتصالات السعودية العملاقة, وهي أكبر الراعين للأندية؛ ازدواجية أضعفت رعايتها بعد دخول (زين) في الاستثمار الرياضي, وذهبت الشركة إلى حد التهديد بفسخ عقودها مع الأندية في ظل التخبط من قبل لجنة الاحتراف, وعدم الحرص من قبلهم على دعم الشركة بالاستثمار في المجال الرياضي. ودافعت هيئة دوري المحترفين الذي سمي بعد توقيع العقد المثير للجدل بدوري (زين)؛ عن موقفها وعدّت أن ذلك يتماشى مع شروط الاتحاد الآسيوي للمشاركة في دوري المحترفين الآسيوي. لكن السؤال القائم: هل من ضمن شروط الاتحاد الآسيوي توقيع عقود الرعاية بغض النظر عن مصالح الآخرين؟ الإجابة بالطبع لا. يبقى القول: إن انسحاب الشركتين الراعيتين من رعاية الأندية يمثّل طامّة كبرى للأندية السعودية وإرباكا لخططها, ولعله وسيلة ضغط للوصول إلى معادلة "لا ضرر ولا ضرار", بأن تقوم هيئة دوري (زين) بتعويض المتضررين من العقد؛ بأن تدفع لهم من مبلغ العقد الذي وصف بالزهيد مقابل الإعلان على قمصان الأندية, ولعل ذلك يبقي العقود سارية المفعول مع الأندية. ويبقى القول أيضا: إن واقع الاحتراف الذي يمثل المال عموده الفقري يتطلب وجود محامين متخصّصين في شؤون الاحتراف في كل الأندية والهيئات الرياضية حتى لا تتكرر الاجتهادات, ولا خوف في هذا الصدد على الشركات الراعية, فهي تعرف حقوقها وواجبتها, ونجحت في إبرام عقود حصرية مع الأندية دون شروط مسبقة مستفيدة - ولا أقول (مستغلة)- من عطش الأندية للمال. محمد السلوم