أتفق مع رئيس هيئة دوري زين للمحترفين السعودي، الأمير نواف بن فيصل بن فهد، في أن الدوري السعودي قادر على جذب الاستثمارات، علاوة على أن البيئة الاستثمارية للرياضة السعودية خصبة للغاية. هذا صحيح ولا خلاف عليه، ولكنني أذكّر فقط بما قامت وتقوم به شركات أخرى غير \"زين\"، مثل شركة الاتصالات السعودية، وشركة موبايلي، ولا سيما الشركة الرائدة stc التي تتولى رعاية أكثر من ناد محلي. فلو نظرنا إلى بداية التحول الذي نشأ مع التوجه للاستثمار الرياضي في عام 2006، فإننا نلاحظ كيف انتعشت خزائن الأندية، وأصبحت تبرم تعاقدات مهمة أسهمت في ارتفاع وتطور أدائها. ويمكن القول إن دخول هاتين الشركتين، خفف العبء كثيراً على كاهل أعضاء الشرف الداعمين، وهو الأمر الذي يستحق الشكر والتقدير، كونهما عملا على تأمين الاستقرار المالي الذي كانت تشكوا من غيابه أنديتنا زمناً طويلاً. إننا وكما رحبنا بدخول شركة \"زين السعودية\" للوسط الرياضي، واستشعارها لمسؤوليتها الوطنية تجاه رياضة الوطن، من خلال رعايتها لدوري المحترفين السعودي، ليصبح دوري \"زين للمحترفين\". فإن شركتي الاتصالات وموبايلي استشعرت هذا الحس الوطني، قبل أن تدلف زين إلى الاستثمار في الرياضة السعودية، وهذا توجه نشكر عليه هذه الشركات الثلاث التي أيقنت أن الاستثمار الرياضي مفيد ومربح جداً. ولذلك، فإن تطور كرة القدم السعودية على مستوى دوري المحترفين، وما تفرزه من مستويات مرتفعة، وحضور ملفت جعلها في مركز الصدارة على مستوى البطولات العربية، لابد أن نربطه بدعم الشركات الراعية. وفي تصوري أنها بدعمها وتواجدها في الدوري السعودي، تمثل الشريك الحقيقي فيما شهده دوري زين السعودي للمحترفين من نقلة نوعية، ساهمت في حصوله على جائزة أفضل رعاية رياضية على مستوى العالم العربي. ولا شك أن تطور وارتفاع مستوى الدوري تعكسه قرارات استثمارية سليمة، وأن ارتفاع مستوى المنافسة بين الفرق، واتساع عدد المتنافسين، تخلقه كذلك رؤية استثمارية واضحة ترحب ب \"الشراكة\" مع المستثمرين. ولعل من المهم، خلق بيئة جيدة تتيح لشركات أخرى الاستثمار في الرياضة السعودية، ليس على مستوى كرة القدم فحسب وإن كانت هي هدف الشركات بل وتشجيع كل الشركات على الاستثمار في الألعاب المختلفة، قبل أن تعلن الأندية عدم قدرتها على مواجهة ميزانياتها السنوية. ومع تنوع خيارات الأندية في تعاقداتها، وارتفاع مصروفاتها، فإن عقود الرعاية الحالية التي تقدم للأندية الجماهيرية الأربعة، لم تعد كافية لإبرام عقود من \"الوزن الثقيل\" نتيجة ارتفاع عقود اللاعبين. وهنا أتوقع مع انتهاء عقود الشركتين الراعيتين للأندية، أن تضع الأندية رغبتها في زيادة عقود الرعاية لها، وهذا في رأيي يتطلب فتح باب الحوار من الآن، وقد يترتب على ذلك جدل كبير، ومراجعة للفترة الماضية. كما أن الأندية الأخرى التي تفتقد إلى رعاة لابد من إيجاد صيغة أو طريقة تؤمن لها وجود رعاة، ما قد يجعلها تحقق الكثير من الأهداف والبرامج التي تتعطل كثيراً بسبب قلة الموارد المالية. أعود وأقول إن العقود الحالية للأندية الكبيرة ربما تمثل \"ربع الميزانية\" لبعض الأندية، فيما هي تمثل \"نصف الميزانية\" لأندية أخرى، ويبقى دور أعضاء الشرف المخلصين والأوفياء هاما وضروريا، حتى يأتي قرار الخصخصة..!